الرئيسية - محليات - خوفاً من الإنهيار الكلي.. دعوات حوثية لحل عاجل للأزمة اليمنية
خوفاً من الإنهيار الكلي.. دعوات حوثية لحل عاجل للأزمة اليمنية
الساعة 07:20 مساءاً (المنارة نت / تقارير)

من جديد، بدأت مليشيات الحوثي الإرهابية المدعومة من النظام الإيراني، بممارسة أساليب المكر والخداع، خوفاً من الانهيار الكلي لمشروعها الإرهابي والكهنوتي، بعدما تصاعدت حدة المواجهة العسكرية بين إيران وإسرائيل.

ويؤكد محللون سياسيون ومراقبون للأوضاع في اليمن والمنطقة، أن مليشيات الحوثي الإرهابية، دأبت، منذ بداية  حروبها الست في محافظة صعدة، على اتباع أساليب المكر والخداع ، عندما يضيق عليها الخناق، وتحصار من قبل قوات الجيش، بهدف استعادة أنفاسها، ومن ثم تعاود التمرد على الدولة  وإشعال الحروب.

وذكر المحللون والمراقبون، طلب مليشيات الحوثي، الوساطة في اللحظات الحرجة، خلال الحروب الست في صعدة، كنهج ثابت تلجأ إليه، كلما وجدت نفسها في مأزق أو تحت ضغط ميداني أو سياسي يهدد بالقضاء عليها وعلى مشروعها الارهابي.

كما تطرقوا في احاديثهم لـ«المنارة نت»، عن سلسلة من جولات السلام التي عقدت بأكثر من طاولة مفاوضات بعدد من عواصم الدول الشقيقة والصديقة، والتي افشلت جميعها مليشيات الحوثي، كونها كانت تستغل الوقت لأخذ انفاسها بعدما كانت تتلقى الهزائم المتتالية من قبل قوات الجيش، في مختلف جبهات وميادين القتال.

وأوضح المحللون السياسيون لـ«المنارة نت» ان جماعة  الحوثي التي رفضت خارطة الطريق والتي كانت حسب ما يراها الكثير من السياسيين، تصب لصالحها، وسارت وراء المخططات الايرانية لزعزعة المنطقة  والملاحة الدولية بذريعة نصرة غزة، تحاول ان تلعب الآن نفس اللعبة مع تصاعد المواجهة بين إيران التي تمدها بالسلاح والمال ومختلف أشكال الدعم، وبين إسرائيل.

دعوات للتحرك العاجل!

ويبدو أن المواجهة الإيرانية - الإسرائيلية الجارية، ألقت بظلالها على الملف اليمني؛ إذ برزت أصوات من داخل جماعة الحوثي، تدعو إلى التحرك العاجل والبحث عن مخرج للأزمة اليمنية، تحسباً لتفاقم الأوضاع الإقليمية وتداعياتها المحتملة على الداخل اليمني.

ووفقاً لمحللين يمنيين تحدثوا إلى الزميلة «الشرق الأوسط»، فإن هذه الدعوات الصادرة عن جماعة الحوثيين، والتي توحي بالرغبة في التراجع والبحث عن حلول سلمية، تعكس نمطاً مألوفاً في سلوك الجماعة حين تجد نفسها في موقف ضعف، أو عندما تتغير موازين القوى على نحو لا يصب في صالحها.

تراجعاً تكتيكياً ! 

ووجّهت بعض القيادات في جماعة الحوثي دعوات إلى رئيس وفدهم التفاوضي، محمد عبد السلام، للتحرك العاجل والبدء في البحث عن حلول سريعة للملف اليمني، فيما يبدو أنه استجابة للتطورات المتسارعة في المواجهة بين إسرائيل وإيران، وما قد تفرزه من تداعيات إقليمية واسعة.

ورغم تأكيد المحللين وجود شعور حقيقي لدى جماعة الحوثي بأن مشروعها يواجه تهديداً جدياً بالانهيار، فإنهم حذروا من أن أي تحركات قد تقدم عليها الجماعة في هذا التوقيت لا تعدو كونها تراجعاً «تكتيكياً» يهدف إلى امتصاص الضغوط والانحناء أمام العاصفة، بينما تظل أهدافها ومشروعها الانقلابي في اليمن قائمَين دون تغيير.

نهج المأزق 

وأوضح الكاتب اليمني همدان العليي أن جماعة الحوثي دأبت، منذ حروبها الست في صعدة، على اتباع أسلوب طلب الوساطة في اللحظات الحرجة، معتبراً ذلك نهجاً ثابتاً تلجأ إليه الجماعة كلما وجدت نفسها في مأزق أو تحت ضغط ميداني أو سياسي يهدد بقاءها.

وأضاف العليي في حديثه لـ«الشرق الأوسط»: «منذ الحروب الست وحتى اليوم، كلما وجدت الجماعة نفسها في مأزق، بادرت إلى التواصل مع شخصيات معروفة بحرصها على وقف نزيف الدم، أو مع أطراف محسوبة عليها لكن بعيدة عن واجهة الصراع، لتلعب دور الوسيط ومحاولة إقناع الخصوم بوقف عملياتهم، ومحاولة إقناع خصومهم بالتوقف عن عملياتهم».

وتابع قائلاً: حدث هذا سابقاً عندما تدخّلت بعض الشخصيات لإقناع الرئيس الراحل علي عبد الله صالح بوقف عمليات الجيش اليمني ضد الحوثيين، فاستجابت الدولة وتوقفت عن أداء واجبها، ليعود الحوثيون لاحقاً إلى تصعيدهم. بل إن الشخصيات التي لعبت دور الوساطة تبيّن، عند دخول الحوثيين إلى صنعاء، أنهم في الحقيقة منتمون للجماعة نفسها.

وبحسب العليي، فإن «هذا السلوك يُعد أسلوباً معروفاً عن الجماعة، فعندما تشعر بالخوف والقلق، وتدرك أن الحسابات ليست في صالحها، تلجأ إلى تخدير العدو من خلال هذه الخطوات».

ويرى العليي أن «البعض ينخدع بهذه الدعوات الحوثية دون أن يدرك عمق العلاقة والارتباط بين الحركة الحوثية والنظام الإيراني، وأنه ليس من الواقعية الاعتقاد بأن الجماعة قد تبرم اتفاقيات تضمن بقاءها وتنأى بنفسها عن طهران».

أسلوب الهروب إلى الأمام 

من جانبه، أكد الكاتب السياسي اليمني عبد الله إسماعيل، أن جماعة الحوثي، شأنها شأن بقية الوكلاء في المنطقة الذين استثمرت فيهم طهران على مدى سنوات طويلة، سيتأثرون بما وصفه بـ«الانكشاف» الذي تعانيه إيران حالياً.

وقال إسماعيل في حديث لـ«الشرق الأوسط» إن هناك «تخوفات كبيرة لدى هذه الأذرع، نابعة مما حدث لـ(حزب الله) ونظام بشار الأسد، وهو ما يثير شعوراً متنامياً لدى الحوثيين بأن السيناريو ذاته قد يتكرر معهم».

ويشير عبد الله إسماعيل إلى وجود قراءات متعددة لطبيعة جماعة الحوثي، ليس من بينها التخلي عن مشروعها، موضحاً بقوله: «هناك قسمان في مشروع الجماعة؛ أحدهما يؤمن بالمشروع الإيراني، والآخر يتمسك بمشروع الإمامة الممتد في اليمن. وبالتالي، قد نشهد بعض خطوات التراجع والبحث عن مخارج، لكن ذلك لا ينبغي أن يدفعنا للوقوع في الخديعة، فهذه الجماعة اعتدنا على أسلوبها القائم على الهروب إلى الأمام، وعقد الاتفاقيات ثم التراجع عنها، بوصفها مجرد خطوات تكتيكية لا أكثر».

وأضاف: «هناك أصوات بدأت تنادي بالبحث عن حلول، بل إن بعضهم ذهب إلى أبعد من ذلك بالدعوة إلى التواصل مع المملكة العربية السعودية بصفتها الراعي الرئيسي لعملية السلام في اليمن، وبدأ آخرون يروّجون لفكرة التراجع خطوات والتواصل مع الداخل اليمني، وهنا نأمل ألا يكون هناك أي تجاوب مع هذه التحركات ما لم تُتخذ خطوات حقيقية وجادة لتفكيك هذه الجماعة».

المصدر: "المنارة نت" + "الشرق الأوسط"

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
اختيارات القراء
  • اليوم
  • الأسبوع
  • الشهر