- الأكثر قراءة
- الأكثر تعليقاً

مع اتساع رقعة المتاجرة بالقطع الأثرية والمخطوطات التاريخية في اليمن، خصوصاً في مناطق سيطرة مليشيات الحوثي، كشفت مصادر عاملة في هذا القطاع عن ارتفاع في عمليات الاعتداء والعبث بالمواقع الأثرية في أربع محافظات، وضلوع مسؤولين محليين وعناصر حوثية في هذه الأعمال، التي تتم أحياناً تحت غطاء البحث عن «كنوز مزعومة».
الهيئة اليمنية العامة للآثار استنكرت بشدة «الاعتداء الصريح» على أحد المعالم الأثرية المهمة في قرية الرباط بعزلة ذرحان التابعة لمديرية بلاد الطعام بمحافظة ريمة (جنوب غربي صنعاء)، وأكدت أن الموقع تعرض لعملية حفر غير قانونية، بزعم وجود كنز داخله.
ووفق محضر الواقعة، شارك في عملية الحفر عدد من الأشخاص، على رأسهم صالح إسماعيل الذي ادعى وجود الكنز داخل الغرفة الأثرية، وشاركه في ذلك مدير مكتب الأوقاف بالمحافظة، وأحد المتعاونين مع مكتب الآثار بالمديرية، إلى جانب ممثل عن السلطة المحلية وعدد من الشخصيات الاجتماعية من أبناء المنطقة.
وحسب الهيئة، تم الحفر داخل الغرفة الأثرية حتى عمق مترين دون العثور على شيء، ليتم لاحقاً ردم الحفرة وإيقاف الحفر، بعد تحذيرات من خطر انهيار المبنى. كما أعلنت الهيئة عن الاستغناء عن خدمات المتعاون بغوي إبراهيم العامل مع مكتب الآثار في مديرية بلاد الطعام.
اعتداءت في البيضاء
في محافظة البيضاء (جنوب شرقي صنعاء) أشارت مصادر في قطاع الآثار إلى أن عناصر حوثية عبثت ببعض العناصر الزخرفية والأبواب في جامع ومدرسة العامرية الشهيرة بمديرية رداع.
وأكدت المصادر أن الهيئة العامة للآثار في مناطق سيطرة الحوثيين خاطبت محافظ الجماعة في البيضاء لاتخاذ الإجراءات اللازمة، داعية الجهات المحلية والسكان إلى التعاون في حماية التراث الوطني، والابتعاد عن الممارسات العشوائية التي تضر بالهوية التاريخية لليمن.
عبث مستمر في إب
وفي محافظة إب، التي كانت عاصمة للدولة الحميرية قبل الإسلام، ثم عاصمة للدولة الصليحية في العصر الأيوبي، تتعرض المواقع الأثرية منذ انقلاب الحوثيين لعبث مستمر، استهدف موقع عاصمة الدولة الحميرية في مديرية السدة، حيث جرى استخراج تماثيل ومسكوكات ذهبية ولقى أثرية، في ظل تواطؤ حوثي واضح ومشاركة بعض المسؤولين المحليين في هذه الأعمال.
وحسب مصادر عاملة في قطاع الآثار، تلقى مكتب الهيئة العامة للآثار بمحافظة إب بلاغاً عن قيام أفراد بالحفر ليلاً في موقع «العصيبية» بجبل عصام، حيث مديرية السدة. وقد تصدى لهم حراس الموقع المتعاونون مع الهيئة، وبعد تبادل لإطلاق النار تم التعرف على بعضهم والتواصل مع الجهات الأمنية التي قامت بضبط اثنين من المشتبه بهم.
وأفادت المصادر بأن مدير إدارة الآثار في المديرية نزل إلى الموقع، وأكد وقوع الاعتداء، مشيراً إلى وجود أربع حفر في الجهة الجنوبية من الموقع. وأوضحت الهيئة أنها تتابع الواقعة لضبط المتورطين، داعية السكان للتعاون في حماية هوية البلاد التاريخية.
تدمير في صنعاء
في موقع جبل القانع بقرية بيت الجاكي، حيث مديرية سنحان بمحافظة صنعاء، رصدت الهيئة العامة للآثار قيام بعض الأشخاص بأعمال حفر عشوائية وغير قانونية، أدت إلى تدمير كامل للموقع الأثري.
ويُعد الموقع، حسب مختصين، مستوطنة أثرية تعود لفترة ما قبل الإسلام، تقع على قمة جبل القانع، وتحتوي على مبانٍ مدفونة وشواهد أثرية واضحة. وأكدت الهيئة أن أعمال الحفر دمّرت عناصر معمارية، أبرزها بقايا جدران حجرية يبلغ ارتفاعها نحو متر، تتوزع على أعلى قمة الجبل.
ورغم تواطؤ الحوثيين مع هذا العبث، ووجود عقوبات قانونية واضحة في القانون اليمني، أفادت المصادر بأن السلطة المحلية والأجهزة الأمنية في المديرية لم تؤدِّ دورها في حماية الموقع، أو في ملاحقة العصابات التي تنشط في هذا الموقع ومواقع أخرى، غالباً خلال الليل، وفق إفادات سكان المنطقة.
"الشرق الأوسط"
- اليوم
- الأسبوع
- الشهر