الرئيسية - تقارير وإستطلاعات - الجدران تقاوم في صنعاء وتثير جنون الحوثيين
الجدران تقاوم في صنعاء وتثير جنون الحوثيين
الساعة 10:18 صباحاً (المنارة نت .متابعات)

يتصاعد الفعل الرافض للمليشيا الحوثية، في العاصمة صنعاء، منذراً باشتعال ثورة شعبية تتحدى القمع الحوثي، وتقاوم وجوده على الأرض.
 
وبحسب "العاصمة أونلاين" فأنها تتتبع أنواع  الرفض الشعبي المقاوم، في صنعاء، بهذا التقرير، وهي مظاهر الرفض، التي أضجت مليشيا الحوثي التي تحاول منذ انقلابها وسيطرتها على صنعاء تحويلها إلى حاضنة شعبية وقاعدة مجتمعية لها، ولو بقوة السلاح.
 
الجدران.. تقاوم
ليس آخرها الكتابة على الجدران، والتعبير بشعارات الرفض والمطالبة برحيل المليشيا، إنها كانت مرحلة متقدمة من المقاومة.. ففي صنعاء لم يمت الشعب، كما يصور إعلام الحوثي، إنه ما زال نابضاً بالثورة والمقاومة وبصور شتى تستفز العنصر الحوثي وتصيبه بحنق وغضب.
 
ففي صبح يوم من أحد أيام العاصمة العام الماضي، استيقظ الناس على الكتابات تزين الجدران والمساحات الفارغة في مختلف الأحياء، إنها الثورة التي لا بد أن تتولد من رحم المعاناة، بعد أن ضيقت المليشيا على المواطنين كل سبل العيش وتحمت بمصدر قوتهم، باحتجازها للمشتقات النفطية والغاز المنزلي، فكانت شعارات من قبيل "ارحل يا حوثي" "لا حوثي بعد اليوم".
 
ثارت ثائرة الحوثي حينها، واستنفرت مخابرته وأجهزته، لتقبض على الصغير والكبير منهم طفلان، زجت بهما المليشيا في سجونها، لتبدأ مرحلة المساومة وهي تعلم بأن الأمر أكبر من الأطفال، ولكنها لم تجد الدليل، إلا أن تحاول كبح الثورة بإخافة المواطنين بسجن الصغار، والزج بهم في ظلام المعتقلات.
 
ولكي تستمر في أكاذيبها عمدت المليشيا إلى اتقان المسرحية، بأن ساومت الآباء على إخراج الطفلين بعد دفع مبالغ كبيرة، وأن يوقعا على تعهد بأن لا يعودا إلى الكتابة على الجدران، كتابة الشعارات التي أرعبتها، واصابت غرورها بمقتل.
 
أمر آخر صاحب كتابة الشعارات الرافضة، بأن بدأت عمليات الطمس للشعارات الحوثية، شعارات الموت الطائفية، بدأت تختفي من أحياء صنعاء، وهو ما دفعها أيضا للجنون والبحث عن الفاعل، وطمس الشعارات الحوثية دليل على عدم اكتراث الشعب في صنعاء بالحوثي وزبانيته، وأن التهديد بالملاحقة لا يجدي نفعاً معه.
 
المساجد.. رفض وطرد
الإبداع في المقاومة والرفض تجلى في المساجد، حيث لقن المواطنون عناصر المليشيا دروساً في الوطنية.. عرفت تلك العناصر معنى أن تكون منبوذاً وفي بيت الله، وهو الرفض الذي تجاوز المناوشات الكلامية أو اليدوية ووصل إلى الطرد، أو الخروج من المساجد أول ما يعتلي منابرها حوثي منبوذ.
 
كما أن كثيرا من المساجد، عاشت لحظات مقاومة كبيرة، يشتبك خلالها المواطنون مع خطباء الحوثي ومرافقيهم المسلحين، لمنعهم من الصعود للمنابر، كما أنهم يخلون المساجد بشكل جماعي في حال فرض الحوثي أحد عناصره بالقوة، فلا إنصات ولا انصياع.
 
في الوقت نفسه تشهد المساجد والجوامع التي تسيطر عليها المليشيا حالة رفض واسعة من قبل المواطنين، فلا يشهد الصلاة فيهم، إلا من كان تابعاً وموالياً للمليشيا ومؤمناً بأفكارها الخبيثة.
 
كما أن المليشيا نفسها تفشل في إرغام الناس على الصلاة خلفهم رغم المحاضرات والخطب التي يلقونها عقب كل صلاة بين ترغيب وترهيب.
 
في سياق آخر أكد عدد من الأئمة والخطباء لـ "العاصمة أونلاين" مقاطعتهم المستمرة للاجتماعات التي تفرضها المليشيا أو التي تدعو لها، سواء كانت أسبوعية أو شهرية، وذلك في جامع الصالح أو غيره، والتي تقيمها المليشيا من أجل الاستماع لزعيمها المدعو عبدالملك الحوثي عبر الدائرة التلفزيونية.

 

الخطباء والأئمة أنفسهم أكدوا رفضهم للخطب التي توزع لهم من قبل الحوثيين، أيام الجمعة، كما أنهم يحضرون خطباً أخرى أو يرتجلون وهم على المنابر بعناوين وموضوعات بعيدة عما تريدها المليشيا، وهو نوع آخر من الرفض للفكر الحوثي المتخلف والمتطرف، بحسب حديث الخطباء.

 

المدارس.. لا تموت

وفي صورة أخرى للمقاومة، والتي يتصدر لها المعلمون والمعلمات في المدارس الحكومية، وذلك من خلال الرفض في أداء الدروس الطائفية، أو شرح الدروس المدسوسة بالفكر الحوثي/ وعدم الرضوخ لعقوبات المليشيات، واستخدام الزينبيات لضرب المعلمات ومسلحيها لاختطاف وسجن المعلمين الرافضين لفكرهم والمقاومين لوجودهم.

 

ويوماً بعد آخر، ورغم الحملات الحوثية المستمرة إلا أن لدى الكثير من الطلاب وعياً كبيراً، فهم يظهرون نكرانهم لتلك المليشيا ولفكرها البغيض، كما أن عديد مدارس شهدت مناظرات وحالات رفض للطلاب، يرفضون فيها ترديد شعارات المليشيا، كما أنهم يجادلون مشرفي الحوثي، ويخرجون مطرودين وهم يوزعون التهديد والوعيد للطلاب وذويهم.

 

في الوقت نفسه، تضطر أسر قاطنة في صنعاء، إلى الخروج منها والنزوح إلى محافظات محررة، رفضاً لتدريس لأبنائها الفكر الحوثي المنحرف والمدسوس في المناهج المدرسية ومن الأنشطة التي تفرضها وزارة التربية الحوثية، والتي تعمم إقامتها وتنفيذها في مدارس صنعاء.

 

رأس المال.. ليس كله جباناً

في الوقت الذي تضغط فيه المليشيات الحوثية على التجار ورؤوس الأموال، من خلال مسلسل الجبايات والاتاوات وطرق النهب المختلفة، إلا أنها وجدت مقاومة شرسة وشجاعة من عدد من التجار، وقد قتل بعضهم وهم في محاولة حماية أموالهم، في رفض لتلك الجبايات التعسفية والمبالغ المهولة التي يخترع الحوثي لها مناسبات عدة.

 

 

فيما تعمد المليشيا إلى لتشويه سمعة بعض التجار الرافضين للانصياع لها مستخدمة الإعلام السمعي والبصري في تشويه سمعتهم التجارية وتتهمهم بالغش أو التحايل على المواطنين، معلنة عجزها أمام هذه الانتفاضات الفردية من التجار، كما تعمد إلى إغلاق بعض المحلات الرافضة للجبايات واستخراج أوامر قضائية ملفقة للحجز عليها.

 

وعند متابعة الحياة اليومية للمواطن في صنعاء، تجد أنها في مقاومة مستمرة، رغم سياسة التجويع الحوثية، التي ما زالت تستخدم الجرعات السعرية لتركيع المواطنين، بل أنها تلجأ إلى إخفاء السلع والخدمات.

 

إلا أن المواطنين وأمام هذه الهجمة الحوثية الشرسة لم ينصاعوا لها، والدليل الإحجام عن الدفع بأطفالهم إلى المراكز الصيفية التي اضطرت للترويج أنها نجحت في إقامتها من خلال نشر مقاطع الفيديو والصور من الأرياف ومحافظات أخرى.

 

ففي الإجازة الصيفية لهذا العام أحجم أهالي صنعاء التسجيل في مراكز الحوثي الصيفية، التي افتتحها في مدارس ومساجد العاصمة إلا أنها بدت شبه خالية كما أن بعضها أغلق أبوابه قبل البدء لعدم الإقبال عليها وخلوها من الأطفال.

 

مظاهر رفض أخرى

كما شهدت الأيام الماضية مظاهر رفض أخرى من قبل السكان، الذين رفضوا الانصياع لعقال الحارات المختارين من المليشيا، إذ وقع عدد من أبناء الحارات قوائم تطالب بتغييرهم، مما أجبر المليشيا على تغييرهم أو توفير الخدمات المطلوبة.

 

ومؤخراً وكتعبير عن الرفض الشعبي العارم، أزال المواطنون بعض ما استحدثته المليشيا من بسط على أراضي الدولة، وقامت بتسويرها، إذ خرج المواطنون وهدموا تلك الأسوار والجدران الأسمنتية بمعاولهم، في تحد للمليشيا وأفعالها الاستيطانية.

 

كما رفض مواطنون الخروج من بيوتهم وأملاكهم التي تحايلت عليها المليشيا الحوثية، من خلال إخراج أحكاما جزائية من محاكمها غير القانونية، بالإخلاء الفوري والسطو عليها مما اضطر عديد مواطنين من مواجهتهم بالسلاح، رافضين لتلك الأحكام الجائرة والتهم الحوثية الملفقة.

 

وهو الأمر الذي أجبر المليشيا على إسقاط بعض أحكام السطو وتسليم بعض البيوت لأهلها بعد مقاومتهم ورفض تلك الأحكام التعسفية وتعريتها أمام الإعلام المحلي والدولي في عجز تام على المواجهة.

 

كما رفض أهالي بعض المسافرين بالخارج أو الملتحقين بالشرعية الأوامر الصادرة من المليشيا بالتبرؤ منهم بحكم قضائي أو عرفي بين القبائل رغم مضايقة الحوثي للأهالي إلا أنهم لم يكترثوا لهم ولم ينصاعوا لتهديداتهم.

 

وكل ذلك جزء من السخط العارم الذي يواجه به المواطنون من مختلف مشاربهم وانتماءاتهم المليشيا، وكلها إرهاصات تعبر عن ثورة، لا بد أن تجتث الحوثي ومن معه، ولعل ذلك قريبا.