الرئيسية - تقارير وإستطلاعات - الدراما اليمنية تقهر ظروف الحرب.. و"غربة البن" في الصدارة
الدراما اليمنية تقهر ظروف الحرب.. و"غربة البن" في الصدارة
الساعة 09:36 مساءاً (خاص / المنارة نت )
حققت الدراما اليمنية هذا العام نجاحا كبيرا، رغم الظروف الصعبة التي تعيشها اليمن واليمنيين منذ أكثر من أربعة أعوام جراء الحرب التي أشعلتها مليشيا الحوثي الإنقلابية.

ومن أبرز الأعمال الدرامية التي حظيت بمشاهدات واسعة من قبل المواطنين في عموم محافظات الجمهورية، وقهرت ظروف الحرب، مسلسل غربة البن الذي عرض على  قناة يمن شباب  ، ومسلسل "مع ورور" الذي عرض على قناة السعيدة ، ومسلسلي عسل صافي ودار ما دار ، اللذان عرضا على قناة المهرة ،ومسلسل تاتش الذي عرض على قناة سهيل وغيرها من المسلسلات والبرامج الرمضانية. 

وتصدر مسلسل " غربة البن " مسلسلات رمضان المنصرم، من حيث عدد المشاهدين والمتابعين، وجاء ثانيا مسلسل مع ورور، ثم مسلسل عسل صافي، ثالثا.

"غربة البن"

برغم جوانب القصور والملاحظات الفنية البسيطة على مسلسل " غربة البن " ، إلا أنه بالإجمال نال استحسان شريحة واسعة من المواطنين اليمنيين ، ويتضح ذلك من خلال الشعبية الجارفة التي حققها،  سواء على شاشة فضائية "يمن شباب"، أو على حساباتها في مواقع التواصل الاجتماعي، حيث حقق المسلسل على موقع القناة على "يوتيوب"، عشرات الملايين من المشاهدات.

وتعليقاً على ذلك، يقول الصحفي غمدان اليوسفي، المقيم في "هولندا إنه من غير المنطقي التحدث عن عمل تلفزيوني في حضرة "غربة البن"، معتقداً أن هذا المسلسل يمثل فاصل بين الدراما اليمنية، ما قبل غربة البن وما بعده".

ويعلّل "اليوسفي" هذا الاعتقاد، بعدة أسباب، منها أن هذا المسلسل "كان عبارة عن دراما توثيقية للتغريبة اليمنية التي عاشها ربما كل يمني، حالة الهجرة الدائمة على مر التاريخ والتي أصبحت عادة، ومنذ زمن لا أحد ينتبه لما يتركه المهاجر وراءه، تلك المرأة العظيمة في كل بيت".

كما لفت اليوسفي في تصريح صحفي رصده " المنارة نت " اليوم، إلى أن مسلسل "غربة بن"، أنصف المرأة اليمنية العظيمة التي تحتمل كل صنوف القساوة لأجل حبيبها الغائب، كما أن المتابعين خلال رمضان شاهدوا أشياء القرية خلال حقبة الثمانينيات من القرن الماضي من بطانيات و(ثلاجة) الشاي والأوراق النقدية القديمة وكريم الشعر والعطر وغيرها.

وأضاف "اليوسفي "جهد غير طبيعي توفير تلك الأشياء، إضافة إلى التصوير في ريف طبيعي وما يصاحبه من معاناة وعراقيل، وكذلك الأداء المبهر لفنانين مثل حسن الجماعي وغيره، طبعاً بعد إبهار صلاح وقحطان وشروق وسالي".وبين أن الأجمل في المسلسل هو "تلك الخاتمة غير المحبطة للمسلسل والتي أعادت الأمل للمشاهد، وخلقت صورة رمزية رائعة بأن الأجيال مهما تعبت وانتظرت إلا أنها هي من ترث الأرض وتعمرها".

مستشار وزير الإعلام مختار الرحبي قال على حسابه بموقع "تويتر"، إن "غربة البن"، مسلسل رائع ويحكي قصة أقرب ما تكون للواقع ويعيش تفاصيلها كثير من اليمنيين. موجهاً تحية لفريق العمل الذي بذل جهوداً كبيرة حتى خرج العمل بهذه الصورة الإبداعية، وعلى رأسهم الفنان صلاح الوافي وحسن الجماعي وسالي حمادة وكافة أفراد المسلسل.

نبيل عبدالرب، المسؤول الإعلامي بمجلس النواب، قال إن "غربة البن" كان ممتعاً، واعتبر أن ما قدمه طاقمه هو ثمرة فن يمني عارك الظروف وأعاد إلى بيوت اليمنيين نكهة القهوة اليمنية الممتدة الجذور في البلدة الطيبة.

وأضاف في منشور على حسابه بموقع فيسبوك "معكم، سننتظر يوماً يعود البن من غربته ليظلل أرض سبأ بسلام وطمأنينة، لن تستطيع طوارئ الزمن البخس، لا الزعفران ولا أبوال الإبل، أن تقتلع البن من هوية أعماق هذه التربة".

من جانبه قال الإعلامي خليل القاهري ، إن هذا المسلسل جسد قصة آلاف الأمهات بل ربما ملايين ممن احترقت قلوبهن ولا تزال في ظل غربة الآباء جيلا بعد جيل.

وأضاف في منشور على حسابه بموقع فيسبوك ، أنه بالرغم من وجود هفوات في الجانب الفني، إلا أنه يجب الإشارة إلى الفكرة العامة لمسلسل "غربة البن"، التي تنطلق من واقع شعب يغترب أبناؤه جيلاً بعد جيل منذ الصغر بحثا عن حياة كريمة لم تتح في البلد من حيث الواقع الاقتصادي البائس. مشيراً إلى أن قصة المسلسل مستقاة من قصيدة للشاعر سلطان الصريمي، التي قالها بعد أن قدمت إليه زوجة مسعود تشكو اغتراب زوجها الذي فاق احتمالها، فكتب قصيدة "مسعود هجر"، معتمدا خطابا ولهجة شعبية واضحة، وهو ما جعل القصيدة تنتشر حينها انتشار النار في الهشيم، ليغنيها لاحقا الفنان الكبير عبدالباسط عبسي.

وقال القاهري "في العموم المسلسل يتضمن حكاية مهمة وكان جدير بالمتابعة بدلاً عن تلك الأعمال الدرامية التي تلجأ إلى حكايات منفصلة يسودها التهريج".
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص