الرئيسية - ثقافة - الشاعر درويش.. دخل أمريكا ليوم واحد فقط فرأى فتاة دمشقية وطلب الزواج منها فوراً
الشاعر درويش.. دخل أمريكا ليوم واحد فقط فرأى فتاة دمشقية وطلب الزواج منها فوراً
الساعة 01:21 صباحاً (المنارة نت/ تقارير)

تحكي الشاعرة والاديبة السورية رنا قباني بنفسها قصة زواجها من الشاعر الفلسطيني الكبير محمود درويش قائلة: إن الأمر بدأ بالصدفة، عندما جاء درويش إلى الولايات المتحدة الأميركية بتأشيرة دخول لمدة يوم واحد فقط؛ من أجل حضور جلسة في الأمم المتحدة خاصة بمناقشة القضية الفلسطينية.

وتضيف: وكان من المستحيل أن يحصل درويش على تأشيرة دخول عادية لأميركا في هذا الوقت ؛ نظراً لسجله الشيوعي؛ فمكنته هذه الفيزا غير الاعتيادية من اللحاق بقراءة شعرية كان مدعواً لها من قبل جامعة جورج تاون. 

في هذه اللحظة كانت هناك فتاة مصرية واقعة في غرام شاب فلسطيني من يافا؛ تلح على صديقتها رنا قباني أن تأتي معها للقراءة ؛ فوافقت رنا على مضض؛ لأنها مرتبطة بحضور دروس الرواية الفيكتورية؛ على أن تجلس في الصفوف الأخيرة وتنسحب بهدوء بعد قليل.

وعندها رنا ، لم ترد أن تخذل صديقتها الهائمة في الغرام كما تقول.

وبالفعل جلست رنا في آخر صف إلى أن جاء كلوفيس مقصود وشدها من ذراعها ليجلسها في الصف الأول أمام محمود درويش بالضبط، الذي أخذ يحدق ويدقق في تلك الفتاة البوهيمية البيضاء، وما إن وصل لقدميها حتى ضحكت فضحك هو أيضاً، واعتدل في جلسته استعداداً لبداية قراءته الشعرية.

تكمل رنا، الحوار الذي دار بينهما فتقول: حينها قمتُ لأذهب الى ما تبقى من محاضرتي، فوجدت حاتم حسيني، ممثل منظمة التحرير الفلسطينية في واشنطن، يناديني باسمي لأعود، لأن محمود كان قد نزل عن المنصة ماشيا باتجاهي، تاركاً وراءه المعجبين الذين أرادوا توقيعه على كتبه.

وتردف، وقال محمود لي: «أنا مضطر لمغادرة واشنطن في الصباح الباكر لأعود إلى بيروت، فهل تريدين مني أن آتي بأي شيء لعمك نزار؟».

وتواصل رنا قباني "شكرته وابتسمت وقلت: نعم، أوصيك بإيصال هاتين القبلتين لخدي عمي الحبيب، ثم قبلت محمود بعفوية على وجنتيه فأحمر وجهه خجلاً.

وتوضح قائلة: سألني هل يمكنك مرافقتنا إلى العشاء؟ 
فقلت: لا،  لأن أهلي بانتظاري في البيت.

فرد: اسمحي لي بسؤالك على انفراد للحظة ابتعدنا عن الجمع لمدة خمس دقائق؟

فقال مباشرة: هل تقبلين الزواج مني؟. أجبت بنعم، أقبل الزواج منك، فقال: علينا إذاً أن نتزوج فوراً، لنذهب إلى باريس، وننتظر فتح مطار مدينة بيروت حيث أسكن.

وتقول : أخرج من سترته ورقة بيضاء وبقلمه «الباركر» قسمها نصفين، ووضع اسمينا في أعلى كل قسم، وقال لي اكتبي ما تحبين في الحياة تحت اسمك، وأنا سأكتب في خانتي ما أحب.

وتضيف رنا قباني زوجة الشاعر الفلسطيني محمود درويش: طلبتُ منه أن يبدأ . فكتب ما يلي: 

«عصا الراعي، غروب الشمس في الجليل، القطط، الحذاء الإيطالي الناعم الملمس، الأزعر موتزارت، الغتيار الإسباني، قصص تشيكوف، قيلولة بعد الغداء، صدف البحر، سمك السلطان إبراهيم المقلي».

وتتابع الشاعرة السورية رنا: ثم أعطاني الورقة، فكتبت: 

«الفل المطبق، الورد الشامي الجوري، رائحة زهر الياسمين عند المساء، صوت الآذان في حي الشاغور، الأوركيد البري، المحيط الهندي والبراكين التي تحيط به، شجر الموز والمطر الاستوائي، القطط، ثم القطط، ثم القطط».

وتؤكد : حينها، ذهبنا إلى جامع واشنطن وكان قد وصل إليه بعض الأصدقاء وأهلي، فسألني محمود: ما هو مهرك؟.
قلت: مهري هو الحرية، فلا أريد منك سوى عصمتي بيدي.

وتلفت بالقول: لا أظن أنه فهم ما معنى العصمة، فقبل مباشرة، وزوجنا الشيخ وبدأنا رحلتنا الأولى معاً، إلى باريس ومعاً إلى الأبد.

رنا قباني 

رنا قباني ، كاتبة وشاعرة ومؤرخة وإعلامية سورية بريطانية.

وُلدت في دمشق عام 1958، وهي ابنة السفير السوري صباح قباني الشقيق الأصغر للشاعر السوري نزار قباني وتعيش في لندن.

تزوجت من الشاعر الفلسطيني محمود درويش عام 1976 وتطلقت عام 1982) ولم تنجب منه ، ثم تزوجت من الصحفي البريطاني باتريك سيل، عام 1985 واستمر زواجهما حتى عام 2014.

كان موضوع رسالتها للدكتوراة (أساطير أوروبا عن الشرق) الذي تحول إلى كتابٍ فيما بعد. ولها أيضًا كتاب بعنوان «رسالة إلى الغرب».

محمود درويش

محمود درويش، أحد أهم الشعراء الفلسطينيين والعرب الذين ارتبطت اسمائهم بشعر الثورة والوطن. 

ويعتبر درويش أحد أبرز من ساهم بتطوير الشعر العربي الحديث وإدخال الرمزية فيه. 

في شعر درويش يمتزج الحب بالوطن وبالحبيبة الأنثى. 

قام بكتابة وثيقة إعلان الاستقلال الفلسطيني التي تم إعلانها في الجزائر. 

ولد في 13 مارس عام 1941، في البروة بفلسطين، وتوفي في 9 أغسطس 2008، هيوستن، تكساس بالولايات المتحدة الأمريكية. 

اُعتُقِل محمود درويش من قبل سلطات الاحتلال الإسرائيلي مرارًا بدءًا من العام 1961 بتهم تتعلق بتصريحاته ونشاطه السياسي ، حتى عام 1972.

توجه بعد إطلاق سراحه من سجون الاحتلال الإسرائيلي إلى الاتحاد السوفيتي للدراسة، وانتقل بعدها لاجئًا إلى القاهرة.

عمل في جريدة الاهرام، وفي ذات العام التحق بمنظمة التحرير الفلسطينية، ثم غادر الى لبنان وعمل في مؤسسات النشر والدراسات التابعة لمنظمة التحرير الفلسطينية، 

كما أسس الشاعر محمود درويش مجلة الكرمل الثقافية.

واستقال من اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، احتجاجًا على اتفاقية أوسلو.

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
اختيارات القراء
  • اليوم
  • الأسبوع
  • الشهر