الرئيسية - تحقيقات وحوارات - إنتشر في 12 دولة.. ما قصة وخطورة فيروس التهاب الكبد المجهول المصدر؟
إنتشر في 12 دولة.. ما قصة وخطورة فيروس التهاب الكبد المجهول المصدر؟
الساعة 12:20 صباحاً (المنارة نت/ وكالات )

كشفت تقارير صحفية، عن انتشار فيروس كبدي مجهول المصدر، بين الأطفال، في 12 دولة حول العالم.

ونقلت التقارير، عن منظمة الصحة العالمية، القول بإنه تم تحديد 169 حالة على الأقل من التهاب الكبد الحاد لدى الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين شهر و16 عامًا في تفشي يشمل الآن 12 بلدّا.

وبين حالات التهاب الكبد الحاد، تُوفي طفل واحد على الأقل، وتطلّب 17 طفلاً عمليات زرع الكبد، بحسب ما ذكرته منظمة الصحة العالمية في بيان صحفي.

وأضافت المنظمة: "لم يتضح بعد ما إذا كانت هناك زيادة في حالات التهاب الكبد، أو زيادة في الوعي بحالات التهاب الكبد التي تحدث بالمعدل المتوقع، ولكن لا تُكتَشَف"، موضحة: "بينما أن الفيروس الغدّي هو فرضية محتملة، إلا أن التحقيقات جارية بشأن العامل المسبب".

وأشار البيان إلى أن المتلازمة السريرية "من بين الحالات التي تم تحديدها هي التهاب الكبد الحاد، مع ارتفاع ملحوظ في إنزيمات الكبد".

وأبلغ العديد من الأشخاص عن أعراض في الجهاز الهضمي، مثل آلام البطن، والإسهال، والقيء الذي "يسبق ظهور التهاب الكبد الحاد الشديد"، بالإضافة إلى زيادة مستويات إنزيمات الكبد، أو ألانين أمينوتراميناز، والصفار.

وقالت المنظمة إن غالبية الحالات المُبلغ عنها لم تكن مُصابة بالحمى، ولم يتم اكتشاف الفيروسات الشائعة التي تسبب التهاب الكبد الفيروسي الحاد، مثل فيروسات التهاب الكبد A، وB، وC، وD، وE في أي من هذه الحالات.

وذكرت أن التحقيق في السبب يحتاج إلى التركيز على عدة عوامل مثل "زيادة الحساسية بين الأطفال الصغار بعد انخفاض مستوى تداول الفيروس الغدي أثناء جائحة كوفيد-19، والظهور المحتمل لفيروس غدي جديد، إضافةً إلى الإصابة المشتركة بسارس- كوف- 2".

وكشفت منظمة الصحة العالمية، عن وجود 92 حالة في بريطانيا، و13 حالة في إسبانيا، و 12 في إسرائيل، و9 في الولايات المتحدة، وعدد أقل من الحالات المؤكدة في الدنمارك، وأيرلندا، وهولندا، وإيطاليا، والنرويج، وفرنسا، ورومانيا، وبلجيكا.

وأصدرت المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والسيطرة عليها (CDC) الخميس نصيحة صحية نبّهت مقدمي الرعاية الصحية، وسلطات الصحة العامة إلى إجراء تحقيق في حالات التهاب الكبد الحادة ذات الأسباب غير المعروفة.

وأوصت المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والسيطرة عليها بضرورة أن يأخذ مقدمو الخدمة بعين الاعتبار عمل اختبار للفيروس الغدي لدى الأطفال المصابين بالتهاب الكبد عندما يكون السبب غير معروف، مضيفةً أن فحص الدم بالكامل، وليس بلازما الدم فقط، قد يكون أكثر حساسية.

وفي وقت سابق قالتِ منظمة الصحة العالمية، بأن بريطانيا أبلغتِ المنظمة، في البداية عن 10 حالات إصابة بالتهاب الكبد الحاد الوخيم في اسكتلندا في 5 أبريل، وذلك قبل الإبلاغ عن إجمالي 92 حالة في جميع أنحاء البلاد بعد 3 أيام، حيث تتوقع المنظمة الإبلاغ عن المزيد من الحالات في الأيام المقبلة.

وأوضحتِ، أن بعض الحالات كانت شديدة لدرجة أنه تم نقل المرضى إلى وحدات كبد متخصصة للأطفال بينما خضع 6 أطفال لعمليات زرع كبد، مشيرة إلى أنه تم الإبلاغ عن 5 حالات مؤكدة أو محتملة في أيرلندا، و3 حالات مؤكدة في إسبانيا، ولكنها لم تسجل وفيات.

وأشارت منظمة الصحة العالمية، إلى أن العدوى أصابت بشكل رئيسي الأطفال دون سن العاشرة، وشملتِ الأعراض: اليرقان والإسهال والقيء وآلام البطن، لم يتم اكتشاف فيروسات التهاب الكبد المعروفة، من A إلى E، لدى الأطفال، لذلك قامتِ السلطات الصحية البريطانية بفحص الارتباط بالفيروسات الشائعة، أو الأسباب المحتملة الأخرى مثل كورونا أو العدوى أو العوامل البيئية.

وأكدت أنه تم اكتشاف كورونا، أو فيروسات شائعة "في عدة حالات"، لكن دورها في تطور العدوى "لم يتضح بعد"، وكذلك استبعد الخبراء أي صلة بلقاحات كورونا التي لم يتم إعطاء أي منها لأي من الحالات المؤكدة في بريطانيا.

من جهته، أعلن المركز الأوروبي لمكافحة الأمراض والوقاية منها، رصد إصابات مجهولة المصدر بالتهاب الكبد لدى أطفال في أربعة بلدان أوروبية جديدة، بعد أسبوعين على كشف بريطانيا عن إصابات مشابهة على أراضيها.

وأشار المركز الأوروبي لمكافحة الأمراض والوقاية منها، إلى أنّه "في أعقاب الحالات المبلّغ عنها من التهاب الكبد الحادّ المجهول المصدر من جانب وكالة الأمن الصحّي البريطانية، تمّ الإبلاغ عن حالات إضافية لدى أطفال في الدنمارك وأيرلندا وهولندا وإسبانيا".

وأضاف: كما حُدّدت تسع حالات مشتبه بها لدى أطفال تتراوح أعمارهم بين سنة وست سنوات في ولاية ألاباما الأمريكية، لافتًا إلى أنّ "التحقيقات مستمرة في جميع البلدان التي جرى الإبلاغ فيها عن حالات".

وأوضح المركز الأوروبي أنّ "الفحوص المخبرية للحالات استبعدت أن تكون الإصابات مرتبطة بالتهاب الكبد الفيروسي من أنواع إيه، وبي، وسي، ودي، وإي، في جميع الحالات".

هذا عن الوضع العالمي والذي لم يحدد حتى الآن أسباب الإصابة بهذا الفيروس.

أما عن الوضع في الدول العربية، فإنه لم يتم الحديث عن إكتشاف أي حالة مصابة بهذا الفيروس المجهول، حتى الآن، إلا أن السلطات المعنية في بعض الدول العربية تطرقت إلى أعراضه والتهديدات المحتملة لانتشاره.

 
ومن هذه الدول، جمهورية مصر العربية، التي قامت وزارة الصحة والسكان، متمثلة بقطاع الطب الوقائي بإرسال منشور إلى كافة القطاعات والمديريات الصحية بالمحافظات، عقب إعلان منظمة الصحة العالمية عن رصد 74 حالة إصابة بالتهاب كبدي غير معروف السبب في المملكة المتحدة وأيرلندا الشمالية، بالإضافة إلى رصد 3 حالات في إسبانيا، لافتة إلى أن جميع الحالات من الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 11 شهرًا حتى 13 عامًا، وخضعت 6 حالات منها لعمليات زرع كبد ولا توجد حالات وفاة بين الحالات حتى الآن.

واكدت الوزارة أن، منظمة الصحة العالمية أشارت إلى أنه لا يوجد تاريخ سفر للحالات المصابة، وتوجد حالة واحدة فقط مرتبطة وبائيًا، وتمثلت الأعراض بارتفاع إنزيمات الكبد بشكل ملحوظ مع ظهور بعض الأعراض مثل الصفراء والقيء والإسهال وآلام في البطن، وتم استبعاد الإصابة بأنواع فيروسات الكبد.

وأوضحتِ وزارة الصحة المصرية أنه تم تعريف الحالات على النحو الآتي:

الحالة المؤكدة: أي طفل بعمر 10 سنوات أو أقل يعاني من التهاب كبدي حاد ولم يتم التشخيص من الفيروسات الكبدية المعروفة مع ارتفاع في إنزيمات أعلى من 500 وحدة دولية بداية من 1 يناير 2022.

الحالة المحتملة: أي طفل في عمر من 11 إلى 16 عامًا يعاني من التهاب كبدي حاد ولم يتم التشخيص من أى فيروسات الكبد مع وجود ارتفاع في إنزيمات أكثر من 500 وحدة دولية بداية من 1 يناير 2022.

الحالة المرتبطة وبائيًا: أي حالة يتم تشخيصها كحالة التهاب كبدي حاد لم يتم تشخيصها بأي فيروسات الكبد بأي من الأعمار، ولديه ارتباط وبائي مع أي من الحالات المؤكدة.

وطالبتِ الوزارة بضرورة التوجه باتخاذ اللازم في حالة وجود أي إصابة ينطبق عليها تعريف الحالة المشار إليها في المستشفيات.

ولكن السؤال الذي يتبادر إلى الأذهان في مصر: هل وصل هذا الالتهاب الكبدي غير المعروف السبب إلى مصر؟

وأجاب على هذا التساؤل الدكتور حسام عبد الغفار المتحدث الرسمي لوزارة الصحة، نافيًا ما تردد عن وجود حالات مصابة بمرض "الالتهاب الكبدي" غير معروف السبب في مصر.

وأوضح أن منظمة الصحة العالمية أعلنت عن وجود 92 حالة التهاب رئوي غير معروف السبب بين الدول، لافتًا إلى أنه لا توجد حالات وفاة بسبب هذه الإصابة.

وأشار إلى أنه حتى تاريخه لا يوجد أي خطر من انتقال المرض من شخص لآخر.

وفي السياق، ذكر الدكتور محمد علام نائب مدير مستشفى النجيلة للحجر الصحي في القاهرة سابقًا، في تعريفه للفيروس الكبدي مجهول السبب بأنه "التهاب كبدي حاد مجهول السبب في الأطفال من عمر 11 شهرًا حتى 16 عامًا، وقد يصل إلى فشل بوظائف الكبد".

وقال أن البداية كانت عندما أبلغت إنجلترا منظمة الصحة العالمية يوم 5 أبريل عن وجود ارتفاع ملحوظ في الإصابة بالتهاب الكبد الحاد في الأطفال وغير معروف السبب، وذلك عقب إجراء الفحوصات اللازمة وتم الإبلاغ أيضًا عن 10 حالات مصابة في سكوتلاندا، وبتاريخ 8 أبريل زادت الحالات لتصبح 74 حالة.

وأشار إلى أن كل الحالات خضعت لفحوصات فيروسات الكبد المعروفة A، B، C، D، E والنتيجة كانت سلبية.

وأضاف: "الأعراض كانت ارتفاعًا حادًّا بإنزيمات الكبد مع وجود صفراء في أغلب الحالات وبعض الحالات كانت تعاني من أعراض في الجهاز الهضمي مثل إسهال وترجيع وألم بالبطن".

وأوضح أنه طبقًا لآخر تحديث لمنظمة الصحة العالمية عدد الحالات بلغ 91 حالة في إنجلترا ودول أخرى والحالات متوقع زيادتها، لافتًا إلى أنه لا توجد وفيات لكن أغلب الحالات تم حجزها في المستشفى وفي 8 حالات أصيبت بفشل كبدي حاد وخضعت لجراحة زراعة كبد.

وافاد أن السبب حتى الآن غير معروف، فمثلًا في إنجلترا تم إجراء فحوصات لـ13 حالة لفيروس الكوفيد، وجاءت النتيجة إيجابية في 5 حالات وسلبية في 5 حالات و3 حالات كان لديهم إصابة بكورونا في آخر 3 شهور.

وتابع: "أما في أمريكا فتم اكتشاف ارتفاع في الإصابة بالتهاب الكبد الحاد في الأطفال، وتم عمل فحوصات لـ9 حالات منها (ثلاث حالات خضعت لجراحة زراعة كبد)، والنتيجة أن جميعهم إيجابي لـAdenovirus وتحديدًا نوع محدد وهو Type 41 وبالنسبة لتحليل الكوفيد كانت سلبية".

وأكد أن المتهم الأول في ظهور هذه الحالات هو فيروس Adenovirus وهو فيروس منتشر يصيب الإنسان، وله 50 نوعًا معظمها له أعراض جهاز تنفسي بسيطة ونادرًا ما تصل لالتهاب رئوي، وفي بعض الأنواع تصيب الجهاز الهضمي، وتسبب أعراضًا، مثل الإسهال والقيء وآلام المعدة وليس خطرًا، ولا يوجد له علاج محدد مثل أغلب الفيروسات.

وردًّا على تساؤل: هل سبق أن أصيبت حالات فيروس الأدينو بالتهاب كبدي؟ قال: "مثبت حالات قليلة في الأطفال أصيبت بالتهاب كبدي بسبب إصابتها بفيروس الأدينو لكن دائمًا ما يكون هؤلاء الأطفال يعانون من أمراض مناعية أو يتناولون أدوية مثبطة للمناعة، إلا أن أغلب الحالات التي أعلنت عنها منظمة الصحة العالمية لا تعاني من مشاكل صحية كبيرة.

وأوضح أنه ليس مؤكدًا أن فيروس الأدينو هو السبب في ظهور هذه الحالات، وفي انتظار باقي نتائج الفحوصات.

ونصح بضرورة المراقبة والمتابعة لكل جديد والإبلاغ إذا ظهرت حالات أو كانت مصابة منذ يناير السابق، أو في حالة ظهور حالات بنفس الأعراض، وفي هذه الحالة يتم إجراء الفحوصات.

ولفت إلى أنه لا داعي للقلق، ولكن فى حالة ظهور هذه الأعراض على طفل، يجب الكشف مبكرًا.

وأشار إلى أن الأعراض هي: غثيان، فقدان الشهية، إسهال، ترجيع، ألم بالمعدة، ألم بالمفاصل، لون بول داكن، واصفرار الجلد والعين.

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص