فيصل الصفواني
رئاسة العليمي وبارقة الأمل
الساعة 10:21 مساءاً
فيصل الصفواني

اشرقت بارقة الأمل في نفوس عامة اليمنيين، بمجرد سماعهم بتشكيل مجلس رئاسي يرأسه الدكتور رشاد العليمي ، الامر الذي يدفعنا للتساؤل: لماذا يستبشر عامة اليمنيين خيرا بالرئيس رشاد العليمي في هذه المرحلة على وجه التحديد؟!

من الأمور الإيجابية في المفاجآت السياسية الهامة على نحو ما جرى في تشكيل المجلس الرئاسي، أنها تجعل الذاكرة المجتمعية تستحضر مواقف الأشخاص الذين برزت أسماؤهم على السطح وتقييمها بمعزل عن التوظيف الإعلامي المتحكم في برمجة عقول الناس ووعيهم.

وكان انضمام الدكتور العليمي للشرعية اليمنية هو أقرب موقف استرجعه الناس بعقولهم، فور سماعهم بتكليفه لرئاسة المجلس .

ولعلنا نتذكر جميعا أن إعلان رشاد العليمي انضمامه للشرعية اثار زوبعة إعلامية وسياسية في صنعاء لم يحدثها انضمام أي شخص آخر، الأمر الذي أعطى انطباعاً لدى شركائنا الإقليميين والدوليين في الرياض، أن هذا الرجل يمثل رقما صعبا وليس بالشخص العادي.

الأمر الثاني والأهم من هذا كله أن الرجل عندما غادر صنعاء تعرض لحملة قدح وذم بالغة الاستفزاز، ومع ذلك وجدنا الدكتور رشاد وقتها يلتزم بتعاليم الأنبياء عندما يغادرون أقوامهم في اوقات نزول العذاب "لا يلتفت أحد منكم إلى ورائه وامضوا حيث تؤمرون".

والمعروف من التجارب انه لا يلتفت إلى الوراء وهو يمضي إلى الأمام غير الضعفاء المرتبكين والذين لا يمتلكون رؤية واضحة حول طبيعة مواقفهم وما يمضون إليه.

إن عدم اكتراث العليمي لما تعرض له حينها وعدم تمحوره حول الدفاع عن شخصه أبرز مكنون عظمته الشخصية لكل اليمنيين في الداخل والخارج والجنوب والشمال على حد سواء.

فقد أثبت الرجل أنه مترفعا عن المعارك الشخصية وأن الجهد الذي سيبذله في معارك للدفاع عن الذات سيدخره لدعم موقفه العام ، في معركته العامة من اجل استعادة دولة اليمن الشرعية والنظام الجمهوري، المعركة التي يخوضها غالبية اليمنيين بالشراكة مع إخوانهم في دول التحالف العربي.

بهذا الانحياز الجاد والحاسم لاستعادة الدولة والتضحية بالمصالح الخاصة في سبيل الدفاع عن المصلحة العامة، ظهرت صورة الدكتور رشاد العليمي في أذهان اليمنيين بشكل تلقائي حال سماعهم بظهوره بصفة رئيس مجلس الرئاسة في مثل هذه الظروف التي تمر بها البلد فاستبشرت النفوس بمقدمه خيرا كبيرا.

كما ان الظروف التي وصل بها الرئيس رشاد العليمي الى سدة الحكم تشبه الى حد كبير ذات الظروف التي وصل بها الرئيس ابراهيم الحمدي الى السلطة، وهذا التشابه مدعاة للاستبشار.

وإلى جانب هذا وذاك هناك مواقف أخرى كثيرة تميز بها الرجل أثناء شغله للعديد من مواقع المسؤولية ، ففي إدارة أمن تعز أبدى الرجل تصلب الحديد في مواقفه من مرتكبي الاختلالات الأمنية وفي المقابل أبدى ليونة الحرير في إدارته للشأن الأمني. وتفهمه لقضايا الناس، وكذلك أثناء قيادته لوزارة الداخلية، أفلا يستحق أن نتفاءل بمقدمه!.

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص