سام الغُباري
جرأة التحول من صديق إلى عدو !
الساعة 01:08 صباحاً
سام الغُباري
كان "أحمد علي عباد المصقري" بيرق المدراء، ونبيههم، وأجدرهم في فن التعامل مع مواطني مديرية "جهران"، أناقة ودماثة ورقي ومسؤولية ووعي، صفات قيادي لا يتكئ على قوته القبلية القادمة من أقاصي قبيلة الحدا، وقد برز نجمه في أواساط الناس وكبارهم وعامتهم

تنقّل "المصقري" في أعمال عِدة، إرتحل بين مديريات ذمار، وتوقف في "عنس" شاهدًا على أسطورية أصلها القادم عن "عنس بن مالك" - حفيد النبي هود عليه السلام - ، قبل عامين اختطف الحوثيون نجله "الحسين" ، لم يردعهم الإسم أو يذكرهم بمحبة زائفة يرفعونها في وجوه اليمنيين لتحشيدهم على إخوتهم، خطفوه وكادوا أن يقتلوه لولا أن شُبّه لهم ، وخرج من بينهم حاملًا ندبة غائرة في جسده الفتيّ، وروحًا مُحطّمة سرق بهجتها أدعياء "محبة الحسين"

يوم سمعت إسم "أحمد المصقري" كان يجري على لسان صحافي نشيط إسمه "عبدالفتاح البنوس"، يثقل في مدحه، ويراه آخر الدنيا وأول الرجال، تلك الدعاية النشطة أهلت "البنوس" لعمل مُقرب من "المصقري" ، حتى بات ظله وناطقه

"البنوس" الذي كان "يبغض" الحوثيين أكثر من "القشيبي" ، وجدنا أُلفَه بعد ريح ٢٠١٤م قد تبدّل وحشة، وبات عليه التكفير عن "بغضاءه" العلنية بقسوة في تصرفاته، وإندماج عنصري مع الحوثيين الذين يقاربهم في نسب واحد ، يومذاك طافت بي مشاهده ومواقفه، واهتديت إلى أسبابها - مثلًا - إصراره على ترؤس رابطة الاعلاميين في ذمار، وتأييد الصحافيين الشباب المنتمين إلى الهاشمية له، تأييدًا مؤكدًا، وخروجهم ببيان واجتماع ، وبقاءه مراسلًا عضوًا بصحيفة "البلاغ" الزيدية - اُستُخدِمت "الرابطة" لاحقًا لإيذاء الصحافيين الرافضين للإنقلاب ، وتحوّل "عبدالفتاح" إلى قاتل، لم يكن وحده ، بل عائلته كلها ، إخوته صاروا "مجاهدين" ، النسب الذي ظننا أنه تركه وراءه، خرج من أحشاءه مثل شبح، روح شريرة لم أدرِ أين حبسها وقد كان دومًا بذلك اللطف المعلن .

حين وصلتنا أخبار "المصاقرة" فتّشت عن المعتدي، ووجدت "عبدالفتاح" يُحرض على صانعه الشيخ "أحمد علي عباد المصقري"، وأنبئني مصدر عليم أنه يقود "حملات التحشيد" لإفتراس الرجل المحترم، يشير بيديه إلى منزله، ويصرخ "أقتلوه" ! .

حين سقطت أخلاق كثيرين، كما هي الحرب تُظهِر في الناس أسوأ ما فيهم، كانت الصدمة مروعة لغالبية اليمانيين إذ اكتشفوا أن اولئك الذين كانوا ينتسبون إلى الهاشمية قد إرتدوا على أعقابهم، وأسكنوا بغضائهم وسط جراحنا، فمزقوا عميقًا جسد المجتمع، دمّروا كل لحظة صفاء ومحبة، ومرغوا القيم في التراب وبالوا عليها

إننا أمام فاجعة مجتمعية ينبغي أن تُناقش بصوت مرتفع، جرأة التحول من صديق إلى عدو - هكذا بلا مقدمات - مأساة إنسانية أورثت كل هذا الدم ، وما تزال تهرقه حتى تطلع الشمس من مغربها .
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص