نيكولاس كريستوف
أسرار النجاح الأربعة
الساعة 05:40 مساءاً
نيكولاس كريستوف
حينما أزور جامعة من الجامعات، كثيراً ما يسألني طلبتها «نصيحة كبيرة». فأجيبهم بأنني لا أملك أسراراً كبيرة بخصوص الحياة وبأن مساري المهني الخاص هو نتيجة الصدفة، ولكنهم يظنون أنني أرفض طلبهم وأقاوم إلحاحهم. ولكن بينما أخذنا نقترب من موسم العطلة – وهو وقت للتفكير والتأمل وقرارات السنة الجديدة – اسمحوا لي بأن أبوح بكل شيء. وفي ما يلي أتقاسم مع الشباب «أسرار النجاح الأربعة»:

1- خذ دورة في العلوم الاقتصادية والإحصاء. لقد تخصصتُ في العلوم السياسية ثم درستُ القانون، ولكن لو كان بمقدوري العودة إلى الماضي، لركزت على العلوم الاقتصادية. وبالمثل، إذا كان عليك أن تختار، فيجدر بك أن تركز على الإحصاء.

فالتعليم لا يتعلق بملء جردل، وإنما بحزمة من الأدوات؛ والعلوم الاقتصادية والإحصاء يمثلان أدوات رائعة ستساعدك لبقية حياتك على تحليل المشكلات بطرق أكثر حزما.

والواقع أنني واحد ممن ينتصرون للعلوم الإنسانية بسبب الحكم التي تعلمها للمرء، ولكنني أؤمن بأن الفلاسفة والكتاب المسرحيين ينبغي أن تكون لديهم «قيمة حالية» و«انحرافات معيارية» في حزمات أدواتهم كمواطنين.

ثم إنه ربما كانت ستكون لدينا سياسات أكثر حكمة لو أن زعماءنا لم يكونوا أميين من الناحية الاقتصادية. فالرئيس دونالد ترامب و«جمهوريو» الكونجرس باعوا لنا قانون خفض الضرائب 2017 على أساس فكرة غير معقولة مفادها أن خفض الضرائب سيمول نفسه بنفسه (وبدلا من ذلك، ها نحن نسجل اليوم عجزاً يبلغ تريليون دولار).

على أن الأمر لا يقتصر على «الجمهوريين» فقط:

فـ«الديمقراطيون»، بدورهم، يتبنون «ضبط الإيجارات»، رغم أن المبادئ الاقتصادية الأساسية تُظهر أن مخططات ضبط الإيجارات تجعل مشكلة قلة السكن أسوأ عبر زيادة الطلب بدون زيادة العرض.

2- ارتبط بقضية كبرى. إن أسوأ نصيحة يسديها الناس للطلبة هي أن يقضوا الثلث الأول من حيواتهم في الدراسة، والثلث الثاني في جني المال، والثلث الأخير في العطاء والإرجاع. والحال أن من شأن هذا أن يسلبك خلال ثلثي حياتك من معنى وتحقيق إنجاز.

فإن مت جراء نوبة قلبية في سن الخمسين، فإنك ستعض على أصابع الندم للأبد. ولهذا، جد لنفسك قضية تمنحك إحساساً بالهدف؛ ويمكن تحقيق ذلك على نحو مثالي عبر التواصل مع أشخاص أقل حظا.

3- ارتبط بالشريك المناسب. إن أهم قرار ستتخذه ليس هو الجامعة التي ستلتحق بها، ولا التخصص الذي ستختاره، ولا حتى الوظيفة الأولى التي ستشغلها، بل هو بمن ستتزوج، ذلك أن الشريك المناسب يوفر الدعم العاطفي الأساسي، وسيكون والد(ة) أطفالك، ويسليك ويواسيك عندما تنحو حياتك منحى سيئا على نحو لا مفر منه. والسبيل إلى مسار مهني ناجح هو شريك جيد. ولا شك أن تعلم إدارة علاقة (زوجية) قد يتطلب بعض الوقت والممارسة؛ وبالتالي، إبدأ!

4- اهرب من منطقة راحتك. إن عالمك سيكون أكثر عولمة من عالمنا؛ وبالتالي، فإن تعليمك سيكون فاشلا إذا كان يعرّضك فقط لأشخاص مثلك يشبهونك ولا يعدك للاشتباك مع ثقافات أخرى.

سؤال سريع: إذا كان شخص يتحدث لغتين يسمى ثنائي اللغة، وشخص يتحدث ثلاث لغات يسمى ثلاثي اللغات، فماذا تسمي شخصاً لا يتحدث أي لغة أجنبية البتة؟ الجواب:

أميركي. وعليه، خذ فصلاً في الخارج. فمن السخافة أن تدرس اللغة الإسبانية في قسم دراسي في حين أنك تستطيع أن تستوعب أشياء أكثر بكثير في المكسيك أو بوليفيا أو البيرو. أحيانا. قاوم إغراء الانضمام إلى مجموعة من الطلبة الأميركيين الآخرين في أستراليا أو بريطانيا أو حتى إيطاليا، وجرّب كولومبيا أو الصين، السنغال أو عُمان، الهند أو غانا. وإذا كانت الدراسة في الخارج يمكن أن تكون باهظة، فكّر في فرص العمل والتطوع في omprakash.org وidealist.org.

ويمكنك أيضاً دخول عالم مختلف هنا في الولايات المتحدة عبر التطوع في أحد السجون أو رعاية أطفال من أوساط اجتماعية غير محظوظة في مدينتك. أو إذا كنت من نخب المدن الساحلية، جد وظيفة مؤقتة في «بلاد ترامب»؛ وإذا كنت تعيش بسعادة في «بلاد ترامب»، فجد لنفسك عملاً في مكان يشكّل فيه التقدميون الأغلبية.

المهم هو أن تلتقي وتحتكّ مع ثقافات مختلفة.

*نقلاً عن "الاتحاد"
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص