نسيم البعيثي
في ذكراها الـ«57» .. سبتمبر.. ثورة تتجدد..!!
الساعة 05:04 مساءاً
نسيم البعيثي
سبتمبر المجيد 2019م .. نحتفي اليوم بذكراك الـ«٥٧» التي أزاحت كابوس الطغيان والقهر والظلام والعبودية والتجهيل، واسقطت عروش الإمامة وكهنوتها تحت أقدام الشعب .. وفتحت افاقا جديدة للشعب اليمني ومكنته من الانطلاق نحو الحرية والتعليم والتنمية واللحاق بركب الحضارة.  

لا أريد أن أبدو مبالغا في حديثي عن فصول العذاب التي تجرعها اليمنييون في عهد الإمامة البائد .. لكن ما سمعته من روايات الأباء والأجداد من بشاعات وقبح يجبرني على التذكير ببعض تلك المآسي حتى يتعض الأخرين .. خصوصا من جيلنا نحن شباب اليوم.  

وتشير جميع الروايات وكل ما دونه المؤرخون ان نظام الإمامة ظل حريصا على امتداد تاريخه على تجهيل الشعب وعزله عن العالم الخارجي .. وذلك بهدف استمرار استعباده واذلاله وقهره .. وتفاديا لعدم استنارة بعض افراده وقيامهم بمواجهته لذلك عمل على الغاء مسألة التعليم وتغييب العقل الجمعي للشعب .. بالاضافة الى حرصه على تجويع الشعب وافقاره وجعله يسعى ليلا ونهارا وراء توفير لقمة عيشه وحفاظه على بقائه .. وهذا يعد اسوأ وابشع انتهاك عرفه التاريخ.  

ويؤكد جميع من عاصروا ذلك العهد أن اليمنيين ظلوا معزولين بشكل كلي عن العالم الخارجي وكان السواد الاعظم منهم لا يعلمون ان هناك امم وشعوب اخرى تعيش على هذه الارض .. مبينين ان الوحشية التي مورست بحق العامة بلغت حدودا يصعب تصويرها ووصفها، وبسببها كان يموت الملايين سنويا.  

ونتيجة لكل ذلك القهر والاستبداد برز ثلة من الاحرار المتنيرين الذين رأوا انه آن الأوان لوضع حد لذلك الطاغوت .. فثاروا عليه وسعوا جاهدين على توعية الأمة بحقيقة الظلم الواقع عليها ليتمكنوا في صبيحة ال٢٦ من سبتمبر من اسقاط الكهنوت، ووأد تلك الحقبة المظلمة من تأريخ الأمة واعلان ميلاد النظام الجمهوري الذي كان بمثابة ميلاد جديد للملايين من المغيبين والمقهورين والمعذبين.  

وبإعلان الجمهورية تحرر الشعب اليمني من العبودية واتجه ابنائه نحو عملية البناء والتعمير والتطوير لتشهد اليمن وخلال سنوات وجيزة من تاريخ الجمهورية نقلة نوعية كان ينظر اليها الأباء ويصنفونها بالمعجزات رغم انها لا تساوي شيء مما وصلت اليه الأمم .. لكن تلك النهضة استمرت تباعا ليتمكن اليمن واليمنيون من اللحاق بركب العالم المتقدم من حولهم ويواكبون جميع تطوراته.  

وان احتفالنا اليوم بهذه المناسبة العظيمة والتاريخية المجيدة يمثل اعترافا ووفاءا لكل اولئك الابطال والاحرار الميامين الذين وهبوا ارواحهم في سبيل اسقاط كهنوت الامامة وتحريرنا من كابوس الطغيان الذي ظل قرابة الألف عام جاثما على صدورنا .. كما اننا بذلك نؤكد صراحة لكل اولئك المغفلون والواهمون والحمقى من الإماميين  الجدد ان النظام الجمهوري بات بالنسبة لنا شيء مقدس، وان الانتصار للدولة وللحرية والشرعية هدفنا وغاينا الاسمى .. وحتما سيتحقق وسيسقط حلم الكهنوت مجددا طال الزمن أو قصر.  

الرحمة والمغفرة والخلود لكل الأبطال من شهداء ثورة الـ٢٦ سبتمبر المجيدة .. والخزي والعار لكل الواهمين والساعين لإعادة عجلة الزمن الى الوراء.
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص