احمد العمراني
مع بن دغر للحفاظ على الدولة..
الساعة 02:20 صباحاً
احمد العمراني

لم تكن تلك الحملات الاعلامية الموجهة ضد الحكومة الشرعية، عفوية أو تهدف لإصلاح خلل أو تقصير في أحد أجهزتها ودوائرها، بل هي حملات منظمة، تبدأ مجهولة المصدر، وتتضخم حتى يدرك كثير ممن شاركوا فيها أنها كانت مدروسة ومنظمة وتهدف لإفشال الحكومة، وتساهم في هدم البناء، وتدمير الانجازات، وخدمة الخصم. 

ولأن الكثير من رواد مواقع التواصل الاجتماعي، وربما قادة الرأي، يتسمون بطيبة القلب وصدق النية، إضافة إلى التأثير القوي لإعلام الهدم، والتجهيل المتعمد للأجيال، فإننا ننجر بسهولة وراء الإشاعات المغرضة، والشعارات المسيسة، وتخدعنا الأبواق والأقلام التي تتبنى شعار البناء، بينما هي في الحقيقة معاول هدم لا غير. 

التجارب كثيرة، والأحداث التي مرت بالبلاد خلال السنوات الماضية، علمتنا الكثير، إلا أننا بحاجة إلى التذكير أحيانًا.. وقد لاحظنا كيف تعامل الكثير من الناشطين على مواقع التواصل الاجتماعي، مع أحداث التمرد الأخيرة، في العاصمة المؤقتة عدن، حينما أدرك غالبية الناشطين، أن الشعارات التي رفعت قبيل البدء بالتمرد المسلح على الحكومة، تشابهت مع الشعارات السابقة لسقوط صنعاء بأيدي المليشيات الحوثية. 

الجوع.. الأزمة الاقتصادية.. الاختلالات الأمنية المصطنعة.. أزمة المرتبات، وانهيار الريال اليمني، وغيرها من الشعارات التي رفعت، قبيل رفع الشعار الحقيقي "إسقاط الحكومة" لتحل الفوضى في البلاد، ويتجاهل العالم انقلاب المتمردين الحوثيين، والعودة إلى نقطة الصفر، ولي ذراع الشرعية، وحرف مسار المعركة، وإشغال اليمنيين بمعارك جانبية. 

سبقت تلك الخطوة، حملات اعلامية منظمة، استهدفت رموز الدولة، وأسقطت هيبتهم في نفوس العامة، مستغلة مكامن الضعف والتقصير للحكومة الشرعية، فشخصنوا القضية، وقزموها في شخصيات بعينها، وجعلوا المشكلة في بعض الوزراء وقيادات الدولة، المدنية والعسكرية، فناصبوا العداء لرئيس الحكومة، الدكتور المناضل الصامد أحمد عبيد بن دغر ، وقائد الحماية الرئاسية، البطل مهران القباطي، على سبيل المثال لا الحصر، متهمين تلك الشخصيات بتهم مختلفة، تمامًا كما فعلت مليشيا الحوثي سابقًا، وجعلت عداءها لأشخاص وكيانات بعينها، ورفعت شعار إسقاط الجرعة، لنصحو بعد انجلاء الغبار على انهيار الدولة، ودخول البلاد في دوامة العنف والفوضى، التي مازالت قائمة منذ ثلاث سنوات عجاف. 

نعم.. يمثل رئيس الحكومة خصمًا لأصحاب المشاريع الصغيرة، لا لشخصه، ولكن للقضية التي يحملها، لذلك يعتبرونه حجر عثرة أمام مشروعهم الرامي إلى تمزيق البلاد، وإدخالها في دوامة جديدة، والحقيقة أنه طود شامخ في وجوههم، تكسرت عليه نبالهم، وتبخرت على يديه أحلامهم.. 

علينا أن نتذكر دومًا، أن الشعارات المرفوعة، واستعطاف الجماهير، وخداعهم والمتاجرة بأقواتهم وحاجاتهم وقضاياهم، لا تساوي حتى غبار الدولة، والتجارب كثيرة.. والكيس من اعتبر بغيره، والغبي من جعل من نفسه عبرة لغيره.. حافظوا على دولتكم، وقفوا إلى جانبها، واسعوا لإصلاح الخلل فيها، وساهموا في تقويمها، وسووا صفوفكم، ولا تدعوا فرجة للشيطان.