الرئيسية - محليات - الحوثيون ينفقون أموالاً باهظة ويحشدون بالترهيب للاحتفال بخرافة «يوم الغدير» وتأييد إيران
الحوثيون ينفقون أموالاً باهظة ويحشدون بالترهيب للاحتفال بخرافة «يوم الغدير» وتأييد إيران
الساعة 03:42 مساءاً (المنارة نت / تقارير)

أجبرت مليشيات الحوثي الإرهابية المدعومة من النظام الإيراني، مواطنين في العاصمة صنعاء ومناطق خولان وبني مطر وغيرها من المناطق الواقعة تحت سيطرتها، على الاحتفال بخرافة «يوم الغدير».

واستغلت مليشيات الحوثي، المواجهة العسكرية بين إيران وإسرائيل، التي اندلعت قبل أربعة أيام، والمتزامنة مع احتفالاتها بما يسمى «يوم الولاية» أو «عيد الغدير»، لحشد أتباعها ودفع السكان بالترهيب والترغيب، لتكثيف فعالياتها التي استخدمتها في التعبئة العامة لاستقطاب أنصار جدد والاستعراض بالحشود، بالإضافة إلى فرض الجبايات وجمع الأموال لمضاعفة إيراداتها.

وكثفت الجماعة الحوثية خلال الأيام الماضية من احتفالاتها بخرافة «يوم الغدير»، وهو مناسبة سنوية توافق اليوم الثامن بعد عيد الأضحى، وتخصصها لتكريس مزاعمها بأحقية الحكم والولاية للسلالة التي تنتمي إليها عائلة الحوثي.

وشهدت الاحتفالات الحوثية بذخاً في الإنفاق واستخدام مختلف وسائل التأثير على السكان في الشوارع والساحات ووسائل الإعلام.

وأًطلقت المليشيات، الألعاب النارية بكثافة ليل الـ14 من الشهر الحالي، في العاصمة صنعاء وعدد من المدن الخاضعة لسيطرتها، وهو ما أثار استياءً واسعاً لدى السكان الذين يعيشون أوضاعاً معيشية قاسية.

وذكرت مصادر محلية في عدد من المحافظات الخاضعة لسيطرة الحوثيين لـ«الشرق الأوسط» أن الجماعة خصصت عدداً كبيراً من الساحات، لتنظيم تجمعات دائمة، ونصبت فيها شاشات عملاقة لمتابعة تطورات المواجهة العسكرية بين إسرائيل وإيران، متبنية الرواية الإيرانية.

وتبث الشاشات مشاهد من الهجمات الصاروخية الإيرانية أو الحوثية على إسرائيل باعتبارها ألحقت بها خسائر فادحة، إلى جانب مشاهد من القصف الإسرائيلي في غزة أو إيران أو اليمن بوصفها اعتداءً على المدنيين.

وتتوقع المصادر أن تستمر احتفالات الجماعة عدة أيام، إذ تستغل التصعيد العسكري بين إسرائيل وإيران لتحويل الفعاليات إلى تجمعات تضامنية مع الأخيرة، ومن ثم استخدامها في استقطاب الأنصار والمقاتلين.

كما تكرر الجماعة إذاعة خطاب زعيمها عبد الملك الحوثي الذي ألقاه خلال احتفالاتها بالمناسبة، والذي خصص جزءاً كبيراً منه للحديث عن المواجهة بين إيران وإسرائيل.

وتنقل وسائل إعلام الجماعة الحوثية بثاً مباشراً وتغطية مستمرة للفعاليات الاحتفالية على مدار الساعة، بالتوازي مع تغطيتها المباشرة للمواجهة الإسرائيلية - الإيرانية.

ترهيب السكان 

واستخدمت الجماعة الحوثية وسائل الترغيب والترهيب في حشد السكان لحضور فعالياتها الاحتفالية بخرافة «يوم الولاية»، ودفعت قيادييها ومسؤولي الأحياء في المدن المعروفين بـ«عقال الحارات» والأعيان والشخصيات الاجتماعية في الأرياف للمساهمة في تلك الحشود.

وطبقاً للمصادر المحلية، بينما أطلق أتباع الجماعة شائعات عن حصول المشاركين في الفعاليات على مبالغ مالية أو وجبات غذائية، لوّحوا في المقابل باتهام المتخلفين عن الحضور بتأييد إسرائيل والولايات المتحدة، والعمل جواسيس لهما على الأرض.

ورغم الجهود التي بذلتها جماعة الحوثي لحشد المحتفلين بهذه المناسبة، فإن العديد من المناطق الواقعة تحت سيطرتها، لم تخضع لتهديدات وترهيب الجماعة، وشهدت إقبالاً محدوداً وتهكماً عليها وعلى المشاركين فيها.

جبايات ومكافآت

خصصت الجماعة الحوثية مكافآت مالية لكل من ساهم في حشد السكان إلى الاحتفالات، إلى جانب تسهيلات أخرى للحصول على مكانة اجتماعية، مثل تمكينهم من توزيع المساعدات الغذائية المقدمة من منظمات وجهات دولية، وفق ما أوردت مصادر محلية لـ«الشرق الأوسط» في عدد من المدن والمحافظات الخاضعة لسيطرة الحوثيين.

وبعد قرابة 3 أسابيع من صرف الجماعة نصف راتب لقطاع محدود من الموظفين العموميين، واستثناء البقية بمزاعم عجز الخزينة العامة، أنفقت الجماعة مبالغ كبيرة على الاحتفالات، دون الإعلان عن حجم ما جرى إنفاقه.

وتقدر المصادر أن الاحتفالات التي نظمتها الجماعة في مختلف مناطق سيطرتها، وحرصت على أن تشمل كل الأحياء في المدن، وحتى أصغر القرى النائية، كلفت عشرات الملايين من الدولارات.

وتسببت هذه الاحتفالات في استياء قطاع واسع من السكان، بما فيهم الموظفون العموميون الذين يعانون منذ قرابة 9 أعوام من انقطاع الرواتب بسبب سياسات الجماعة وممارساتها.

وفرضت الجماعة جبايات مالية كبيرة منذ قرابة أسبوعين لتغطية نفقات الاحتفالات بما يسمى «عيد الغدير».

وطبقاً لتجار ورجال أعمال وباعة متجولين؛ فإن الجماعة استغلت مناسبة عيد الأضحى لإجبارهم على دفع إتاوات فرضتها عليهم تحت مسميات مختلفة، منها «نفقات نظافة وصيانة الطرق»، و«تأمين الأسواق» خلال ازدحام العيد، ولم تعلن صراحة عن جمع أموال لتمويل احتفالاتها بهذه المناسبة إلا لكبريات الشركات والمجموعات التجارية.

تحذير حكومي من استغلال خرافة "يوم الغدير"

وكانت الحكومة اليمنية، قد حذرت الثلاثاء الماضي، من استغلال جماعة الحوثي الإرهابية، لما يُسمى بـ"يوم الغدير"، الذي يصادف الثامن عشر من ذي الحجة، وتحويله إلى مناسبة منافية لمبادئ الدين الإسلامي ومقتضيات الدولة المدنية.

جاء ذلك في بيان وجهته وزارة الأوقاف والإرشاد، إلى مديري عموم مكاتبها والعلماء والدعاة والمرشدين، في مختلف محافظات الجمهورية.

وتضمن بيان وزارة الأوقاف والإرشاد، الذي تلقى "المنارة نت" نسخة منه، التحذير من استغلال جماعة الحوثي لما يُسمى بـ"يوم الغدير"، الذي يصادف الثامن عشر من ذي الحجة، لتحويله إلى مناسبة دينية زائفة قائمة على أفكار عنصرية وسلالية تتنافى مع مبادئ الإسلام ومقتضيات الدولة المدنية.

وأكدت وزارة الأوقاف في بيانها أن ما يُروج له الكهنوت الإمامي من احتفالات بهذا اليوم تحت مسمى "عيد الولاية" لا يمت إلى الدين بصلة، بل يمثل خرافة مرفوضة دينيًا، ومخالفة للدستور اليمني، وتمثل خطرًا على حق الشعب في اختيار حكامه، داعيةً إلى التصدي لها عبر المنابر والدروس والمحاضرات وكافة الوسائل التوعوية والإرشادية.

وجددت الوزارة التأكيد على أن الحكم في الإسلام يقوم على الشورى، وأن اليمنيين هم أصحاب الحق الأصيل في اختيار حكامهم، بعيدًا عن أي مزاعم دينية أو سلالية تحصر الحكم في فئة أو عِرق معين. 

وأوضحت أن نظرية "الاصطفاء الإلهي" وحصر السلطة في ما يُسمى بـ"البطنين" إنما هي دعوى باطلة تتناقض مع قيم الإسلام ومع مبادئ ثورتي سبتمبر وأكتوبر، اللتين جاءتَا لتحرير الشعب من الاستعباد الإمامي والاستبداد السلالي.

تعزيز الهوية الحضارية لليمن 

كما شدد البيان على ضرورة تعزيز الهوية الحضارية لليمن والدور التاريخي لليمنيين في نشر رسالة الإسلام منذ فجر الدعوة، والتصدي لكل محاولات طمس هذه الهوية أو استبدالها بأفكار كهنوتية دخيلة لا تمت لتاريخ اليمن ولا لأصالته بأي صلة.

وخاطب البيان العلماء والدعاة والمفكرين وخطباء المساجد، مطالبًا إياهم بأداء دورهم الوطني والديني في فضح هذه الخرافة العنصرية، وتوعية الشعب اليمني بمخاطر الفكر السلالي الذي أورد اليمن المهالك، وأشعل فيه الحروب، وصادر حقوق المواطنين، وجعل من اليمنيين أدوات في معارك عبثية تخدم فئة متسلطة تدّعي احتكار الحق في الحكم والثروة والدين.

واختتمت الوزارة بيانها بالدعاء لليمن وشعبه بأن يحفظه الله من كل شر، وأن يُوفق الجميع للقيام بواجبهم في نصرة الدين والوطن، والتصدي للفكر العنصري الذي لا يزال يمثل تهديدًا وجوديًا لوحدة اليمن وسلامته ومستقبله.

المصدر: "المنارة نت" + "الشرق الأوسط"

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
اختيارات القراء
  • اليوم
  • الأسبوع
  • الشهر