
تنطلق غدًا السبت، في العاصمة العراقية بغداد القمة العربية في دورتها الرابعة والثلاثين، بمشاركة الجمهورية اليمنية، في ظل أزمات ومتغيرات كبيرة على الساحتين العربية والإقليمية.
ووصل أمين عام الأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، اليوم، إلى العراق، على رأس وفد اممي، للمشاركة في القمة العربية.
وذكر مكتب رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، في بيان، أن غوتيريش وصل بغداد للمشاركة في أعمال القمة العربية الـ34 التي ستنعقد غد، السبت".
وفي وقت سابق الخميس، شهدت بغداد اجتماعا تحضيريا لوزراء خارجية الدول العربية، بمشاركة وزير الخارجية وشئون المغتربين الدكتور شائع الزنداني، تمهيدا للقمة على مستوى القادة.
وأقر وزراء الخارجية العرب، في اجتماعهم التحضيري، بنود جدول أعمال القمة العربية ، وعلى رأسها القضية الفلسطينية، بين 5 ملفات و5 مبادرات.
وتعقد القمة هذا العام تحت شعار: "حوار وتضامن وتنمية"، وسط ملفات عربية ساخنة، أبرزها حرب الإبادة الإسرائيلية المستمرة على قطاع غزة للشهر التاسع عشر، إلى جانب أزمات إقليمية أخرى تشمل اليمن وسوريا والسودان.
ورغم عدم اتضاح حجم المشاركة للرؤساء والملوك والأمراء العرب في قمة بغداد، إلا أن وزارة الخارجية العراقية تؤكد أن المشاركة ستكون «نوعية ومكثفة، وقراراتها استثنائية».
ومن المنتظَر أن يبدأ عدد من رؤساء الوفود العربية في الوصول إلى بغداد، اليوم الجمعة، للمشاركة في القمة العربية.
وستكون القضية الفلسطينية والصراع العربي - الإسرائيلي، والأزمات في عدد من الدول العربية، أبرز الملفات التي سيناقشها الملوك والرؤساء والأمراء العرب، فضلاً عن مبادرات عراقية تشتمل على تأسيس مراكز عربية في مجال مكافحة الإرهاب والمخدرات والجريمة الوطنية وغرفة للتنسيق الأمني وصندوق للتعاون لإعادة الإعمار وآثار الأزمات.
وأبلغ الرئيس العراقي عبد اللطيف جمال رشيد، الوفد الإعلامي الرسمي لجامعة الدول العربية بأن «احتضان بغداد لمؤتمر القمة يأتي انطلاقاً من دورها المحوري، وسعيها الدائم لترسيخ العمل المشترك لمواجهة التحديات التي تواجه المنطقة، وتعزيز التعاون والتنسيق بين الأشقاء، وبما يحفظ مصالح شعوبنا، ويلبي تطلعاتها في التنمية والازدهار والسلام».
كما أوضح الرئيس العراقي، أن «قمة بغداد ستناقش القضايا المصيرية المتعلقة بشعوب المنطقة والخروج بقرارات تسهم في تحقيق السلام والاستقرار».
من جانبه أعرب أمين عام جامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، في تصريحات صحافية عن الأمل في أن تخرج قمة بغداد «برسالة موحدة تطالب بوقف فوري لحرب الإبادة، ووضع حد لمخططات متطرفي اليمين في حكومة الاحتلال الإسرائيلي التي أثبتت أنها لا تعرف نهاية ولا هدفاً ، سوى استمرار العنف والتوتر، ليس فقط في فلسطين بل في سوريا ولبنان أيضاً».
وقال أبو الغيط، أن «رسالتنا يجب أن تكون واحدة، ورؤيتنا لقضايانا المشتركة لا بد أن تكون موحَّدة، ويجب أن ننطلق دوماً من تعزيز الأمن القومي العربي بمفهومه الشامل وأن الأزمات في السودان واليمن والصومال وليبيا تمس الأمن الجماعي العربي وتهدد استقرار المنطقة».
في حين أوضح وكيل وزارة الخارجية العراقي هشام العلوي، أن العراق يعمل على «استثمار فرصة عقد القمة في بغداد لإبراز التطورات الإيجابية التي حصلت في العراق في السنوات القليلة الماضية، وإعطاء فرصة لضيوفنا بأن يطلعوا على المعالم الثقافية والحضارية والتاريخية والدينية الموجودة في بغداد».
وأكد في تصريحات صحافية أن الحكومة العراقية تسعى إلى «الدفع باتجاه زيادة الاستثمارات العربية، والعراق حريص على أن يستقطب المزيد من الاستثمارات لتطوير قطاعات مختلفة، منها قطاع الطاقة المتجددة والزراعة والصناعة والسياحة والقطاع المالي والمصرفي بما ينسجم مع أولويات الحكومة، وهذا ينعكس على توفير فرص العمل للشباب».
فيما ذكر باسم العوادي المتحدث الرسمي باسم الحكومة العراقية في تصريح صحافي إن «هناك تمثيلاً لكل الدول العربية في قمة بغداد فضلا عن حضور الأمين العام للأمم المتحدة والأمين العام لمجلس التعاون الخليجي والاتحاد الأوروبي والاتحاد الأفريقي والتعاون الإسلامي، فضلاً عن حضور رئيس الحكومة الإسبانية».
وقال أن الحكومة العراقية منحت تراخيص لحضور أكثر من 300 صحافي عراقي و250 صحافياً وإعلامياً من خارج البلاد و20 منظمة واتحاداً تابعين لجامعة الدول العربية فضلا عن إقامة فعاليات احتفالية واسعة.
كما أكد العوادي، أن «بغداد جاهزة بجميع مؤسساتها لاستقبال الوفود العربية في قمة بغداد».
وتأمل الحكومة العراقية أن تحقق القمة العربية نتائج ملموسة، لمعالجة الأوضاع في قطاع غزة، والعمل على إعادة إعمار القطاع، وإنهاء النزاع في اليمن والسودان والصومال وليبيا، ودعم الاستقرار في سوريا.
وتتوقع الحكومة العراقية -ايضا- نتائج ايجابية بشأن دعم المفاوضات الجارية بين طهران وواشنطن، والدفع بالعلاقات الاقتصادية ودعم مشاريع الاستثمار المشترك بين الدول العربية، ومواجهة التحديات الدولية.
- اليوم
- الأسبوع
- الشهر