الرئيسية - محليات - صدقات بالتهريب.. ميليشيا الحوثي تواصل تضييق الخناق على "فاعلي الخير" وتحرم آلاف الأسر من المساعدات الرمضانية
صدقات بالتهريب.. ميليشيا الحوثي تواصل تضييق الخناق على "فاعلي الخير" وتحرم آلاف الأسر من المساعدات الرمضانية
الساعة 03:12 مساءاً (المنارة نت .متابعات)

صَعّدت ميليشيا الحوثي مضايقاتها لليمنيين والمصليين في "بيوت الله"، و"فاعلي الخير"، في جميع مناطق سيطرتها؛ كعادتها منذُ انقلابها في 2014، لاسيما خلال شهر رمضان الكريم.

ويتزايد السخط الشعبي تجاه الجماعة الطائفية، رغم كل وسائل الترهيب والترغيب والتجويع التي تمارسها الجماعة الحوثية على مدار سبع سنوات مضت، فقد ازدادت عزلتها ونقمة المجتمع تجاهها.

الممارسات الحوثية لم تتوقف عند تفجير المساجد ودور القرآن والسيطرة على الكثير منها، وإغلاق بعضها، وفرض أئمة بالقوة طوال السنوات الماضية، ومنع إقامة التراويح، بل امتدت الى منع فاعلي الخير من توزيع صدقاتهم على الفقراء والمحتاجين، لاسيما في ظل الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي يعيشونها تحت في ظل نفوذ الميليشيا.

اقتحام وتهديد

في مسجد "العياني" وسط ذمار، صعد مشرف حوثي بالقوة، لأداء خطبة الجمعة، الأمر الذي أدى الى مغادرة المصلين من الجامع بمن فيهم المعتكفين، وكبار السن، وهو ما وثقته عدسة الكاميرات، وأكدته مصادر محلية.

المصادر ذكرت أن الميليشيا هددت خطيب الجامع الشيخ "علي راشد"، بالزج به في سجونها، مدعية أنه حرض المصليين على الخروج من المسجد، كما اتهمت المغادرين بالوقوف مع "العدوان"، والدواعش".

وأشارت المصادر الى أن المصلين غادروا المسجد بشكل جماعي، رفضاً لخطيب الميليشيا.

مضايقات واستفزاز

في المساجد التي لا يزال المصلون يؤدون فيها صلاة التراويح يتعرض المواطنون لمضايقات واستفزازات عدة، من قبل عناصر الميليشيا التي تتعاطى القات في مؤخرة المسجد انتظارا لبرنامج سلطة الميليشيا الرمضاني وكلمة الحوثي، منها "مطالبة المصلين بإكمال صلاتهم خلال نصف ساعة، التحدث أثناء الصلاة، وتشغيل خطابات سابقة لحسين وعبد الملك الحوثي، الى جانب سرقة أحذيتهم".

وأكد عدد من المصلين أن "أغلب العناصر الحوثية التي تتواجد أثناء أدائهم صلاة التراويح وتشاغلهم في عدد من المساجد، لا يؤدون صلاة العشاء ويكتفون بتناول العشاء ومن ثم تعاطي القات وحضور برنامج الميليشيا الرمضاني".

وأوضح شهود عيان بحسبـ "المصدر أونلاين" أن "عدد من يحضرون برنامج الميليشيا لا يتجاوزن عدد الأصابع، ولا يمثلون حتى 8% من عدد المصلين الذين يؤدون صلاة التراويح، الذين يتعرضون لتلك المضايقات".

وفي منتصف الشهر الجاري حذر المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، الميليشيا الانقلابية من استمرار منع المواطنين أداء الشعائر الدينية في مناطق سيطرتها.

وأكد المرصد أنه "خلال الأيام الماضية، منعت جماعة الحوثي عددًا من السكان من أداء الصلاة في عدة مساجد في العاصمة صنعاء"، وقال إنه "من غير المقبول تقييد ممارسة السكان للشعائر الدينية".

ودعا المرصد الحقوقي "(الحوثيين) الى التراجع فورًا عن جميع الممارسات التي تمس بحرية الدين أو المعتقد".

وفي التاسع عشر من شهر ابريل الجاري قالت الشبكة اليمنية للحقوق والحريات إن "المليشيات الحوثية قامت بإطلاق النار المباشر على شخصين من امامة المساجد في عتمة والبيضاء بسبب اقامتهم لصلاة التراويح"، كما أكدت اعتداء الميليشيا "على المصلين ومنع صلاة التراويح في العديد من المساجد".

وكانت ميليشيا الحوثي قد اقتحمت منذُ مطلع شهر رمضان الجاري، عدداً من المساجد في صنعاء لمنع المصلين من أداء صلاة التراويح، كما اقتحمت مركز "دار القرآن الكريم" في ريمة وقامت بإحراق محتوياته والعبث بها خلال الفترة ذاتها، بالإضافة الى اقتحام، مسجداً للنساء في منطقة "العفيرة" بمديرية بني صريم بمحافظة عمران ومنعت النساء من الصلاة فيه، قبل أن تحوله إلى مركز حشد لعناصرها.

وتعليقا على ذلك قال وزير الأوقاف والإرشاد "محمد بن عيضة شبيبة" على صفحته في "توتير" "يحترم النصارى واليهود مقدساتهم لذلك مهما دارات بينهم من معارك ضارية إلا أنهم يتجنبون استهداف معابدهم وكنائسهم، بينما الحوثي الذي يدعي صلته بالإسلام ويزعم قربه من نبينا عليه الصلاة والسلام فجر بعض المساجد، أو منع الصلاة في بعضها، أو حولها إلى ثكنات ومتارس".

 

من جانبه أدان وزير الإعلام والثقافة والسياحة معمر الارياني "الحملات التي تشنها مليشيا الحوثي الارهابية التابعة لإيران، لمنع إقامة صلاة التراويح، وتحويل المساجد الى مقار لتعاطي القات والاستماع لمحاضرات سيدها، وآخرها اقتحام مجاميع مسلحة بقيادة المدعو محمد الدرويش جامع الإيمان في منطقة نقم بالعاصمة المختطفة ‎صنعاء".

 

وأوضح الارياني، وفقاً لوكالة "سبأ" الحكومية أن "هذه الممارسات الاجرامية امتداد لمحاولات مليشيا الحوثي الارهابية فرض أفكارها ومعتقداتها الطائفية الدخيلة المستوردة من إيران في المناطق الخاضعة لسيطرتها بالإكراه وقوة السلاح، واستهداف التنوع المذهبي، ونسف مبدأ التعايش بين أطياف المجتمع اليمني والتي سادت لقرون".

 

ودعا وزير الاعلام منظمة العالم الإسلامي والعلماء والدعاة في اليمن والدول العربية والاسلامية، ومنظمات حقوق الإنسان "لإدانة اعتداءات مليشيا الحوثي على المساجد ومنع المصلين من اداء صلاة التراويح، وغيرها من الشعائر، في انتهاك سافر وغير مسبوق لحق العبادة وحرية الدين والمعتقد".

 

صدقات بالتهريب

 

يقول أحد التجار في مناطق سيطرة الحوثيين أنه "وزع عبر وسطاء (فاعلين خير- متطوعين) أكثر من 2500 سلة غذائية متكاملة لمحتاجين وأسر متعففه في عدة مناطق، خلسة من الحوثيين، وذلك خلال الفترة من 7 – 21 رمضان".

 

وأضاف التاجر لـ "المصدر أونلاين" أنه "كان يخشى معرفة سلطة الميليشيا بذلك ويحرموه من الأجر، كما سيحرمون آلاف الأسر المستحقة مما قد يساعدها، ولو مؤقتا في مواجهة الظروف الحالية لاسيما مع ارتفاع الأسعار".

 

وأبدى التاجر تخوفه أيضا من إجبار الحوثيين له بالحصول ما "يسمونه ترخيص لتوزيع الصدقات"، او "توزيعها عبر مشرفيهم"، الأمر الذي سيؤدي الى حرمان "الأسر المستحقة من الحصول على ما كتب لها الله، كما اعتادت كل عام"، حسب قوله، مشيراً الى أن ذلك "هو السبب وراء توزيع الصدقات بالتهريب".

 

وأكد أن "أحد التجار المعروفين لديه أجبره الحوثيين على دفع نص المساعدات التي قام بتوزيعها خلال الثلاثة الأسابيع الماضية لهم، مقابل السماح له بتوزيع النصف الآخر لمن يريد".

 

وأشار التاجر الذي فضل عدم ذكر اسمه الى أن "عشرات الألاف من الأسر في مُدن مختلفة، حُرمت من المساعدات التي كانت تنتظرها ككل عام خلال شهر رمضان المبارك من التجار، بسبب الممارسات الحوثية القبيحة حسب وصفه".

 

واختتم حديثه بالقول: "نحن في وضع لا يطاق، صدقات توزع بالتهريب ولا يحق لك ان تختار من تراه مستحق، لم يكتفوا (الحوثيين) بكل ما نهبوه وينهبوه طوال العام منا، ومن يفعل خير هذه الأيام يسمونه داعشي ومشتبه ويعمل على استقطاب المواطنين".

 

ترهيب

 

مصادر محلية ونشطاء لم يتسن التأكد من معلوماتهم قالوا إن مجموعة حيدر فاهم والتي توزع آلاف السلال الغذائية سنويا في صنعاء تعرضت لمضايقات حوثية، وأجبرتها الميليشيا على توزيع مواد غذائية لعناصر تابعة لها.

 

وفي صنعاء أيضا قالت مصادر محلية إن سلطة الميليشيا اختطفت الأسبوع قبل الماضي أحد فاعلي الخير من إحدى حارات المدينة عقب توزيعه لسلع غذائية بعد فجر أحد الأيام للمحتاجين في الحي من خلال سيارته الشخصية.

 

وأشارت المصادر الى أن الميليشيا ادعت أن "فاعل الخير" وزع بدون ترخيص، على الرغم أنه من أهل الحارة ووزع على من يعرفهم من المحتاجين.

 

ونهبت الميليشيا ما تبقى في منزل "فاعل الخير"، التي كان يرغب في توزيعها فجر اليوم التالي، وذلك خلال اختطافه، حسب المصادر.

 

وخلال السنوات الأخيرة تعرض التجار وفاعلي الخير بجميع مناطق سيطرة الميليشيا لمضايقات وابتزازات متنوعة وممنهجة تحت ذرائع ومسميات مختلفة.

 

 

  

اختيارات القراء
  • اليوم
  • الأسبوع
  • الشهر