أكد وزير الخارجية وشئون المغتربين الدكتور احمد عوض بن مبارك، أن مليشيا الحوثي الإرهابية، لا تسعى للاستحواذ على السلطة فحسب، وإنما تقوم ايضا بإجراءات تهدف الى تغيير طبيعة المجتمع اليمني وإدخال عادات وقيم ظلامية لا تتناسب وطموحات الشعب اليمني في بناء الدولة المدنية الحديثة.

وقال وزير الخارجية وشئون المغتربين، خلال مشاركته اليوم، في الدورة الـ 157 لمجلس جامعة الدول العربية على المستوى الوزاري، إن الحكومة اليمنية وفي مواجهة المخاطر الحوثية وبدعم من تحالف دعم الشرعية، وكل القوى الخيرة في الوطن العربي والعالم، واصلت العمل لإنهاء هذا الانقلاب وعودة الأمن والاستقرار الى اليمن.

واستعرض الوزير بن مبارك، آخر المستجدات على الساحة الوطنية، التي تمر بظروف صعبة ومعاناة إنسانية كبيرة نتيجة انقلاب مليشيات الحوثي المدعومة من إيران، على الرغم من سعي الحكومة اليمنية منذ وقت مبكر إلى انهاء هذا الانقلاب وعودة الامن والاستقرار من خلال المفاوضات والحوار السياسي والمبادرات الأممية الرامية إلى التوصل إلى حل شامل مستدام للازمة اليمنية وفقا للمرجعيات المتفق عليها، المتمثلة في المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية، ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل، وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة وفي مقدمتها القرار 2216.

وجدد وزير الخارجية، ترحيب الحكومة اليمنية بقرار مجلس الأمن، الذي وصف مليشيا الحوثي بالجماعة الإرهابية حيث اختارت لنفسها منذ سنوات الإرهاب والعنف نهجا وسلوكا بما يجعلها تستحق تصنيفها كجماعة إرهابية ارتكبت وما زالت ترتكب أبشع الجرائم والانتهاكات بحق المدنيين، واستمرارها في استهداف الأعيان المدنية في اليمن والسعودية والإمارات والاعتداء على السفن التجارية وتهديد الملاحة الدولية.

وأوضح الدكتور بن مبارك أن القرار الأممي خطوة مهمة على أمل أن تتبعه إجراءات قوية للحيلولة دون وصول الدعم العسكري الإيراني للحوثيين وإطالة أمد الحرب وتفاقم الوضع الانساني وتقويض الجهود السياسية لتحقيق السلام في اليمن.

واستعرض النجاحات والانتصارات التي تحققت في مناطق عدة من اليمن مؤخرا، وخاصة تحرير محافظة شبوة وأجزاء واسعة من محافظة مأرب التي يتم العمل الآن على تحرير ما تبقى من مناطق تحت سيطرة مليشيات الحوثي.

كما أكد وزير الخارجية وشئون المغتربين أن توحيد الصف الوطني يعد الركيزة الأساسية لاستعادة الدولة وانهاء الانقلاب. مشيرا إلى أن ما نراه اليوم من انتصارات متتالية في مختلف الجبهات ما هو إلا نتيجة طبيعية لتوحد كافة الأطراف اليمنية لمواجهة مليشيات الحوثي.

ولفت بأن إيران وأذرعها العسكرية في منطقتنا العربية لا تزال تشكل تهديدا خطيرا لأمننا القومي اذ لا زالت إيران تمارس خرقا سافرا للقانون الدولي، وتمارس تدخلا في الشأن اليمني من خلال دعمها المكشوف لمليشيات الحوثي.

وجدد الدكتور بن مبارك شكر الجمهورية اليمنية لتحالف دعم الشرعية بقيادة المملكة العربية السعودية على وقفته الصادقة والاخوية وعلى ما يبذله من جهود للدفاع عن اليمن ودعم الحكومة الشرعية في مواجهة الانقلاب وإنهاء المشروع الإيراني في اليمن واستعادة الأمن والاستقرار في المنطقة.

وأكد على استمرار الحكومة والشعب في اليمن في موقفهم الثابت المساند والمؤيد للشعب الفلسطيني في كفاحه من اجل نيل حقوقه غير القابلة للتصرف والتي كفلتها له معطيات التاريخ والتشريعات والمواثيق والقوانين الدولية والإنسانية، وفي مقدمتها إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.. مشددا على ان القضية الفلسطينية ستظل هي القضية المركزية للأمة العربية.

هذا وبحث الوزراء العرب، في الدورة 157 المنعقدة برئاسة وزير الخارجية والمغتربين اللبناني، وبحضور أمين عام الجامعة العربية، عدد من القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك

وأكدوا على أهمية تكثيف العمل العربي المشترك في ظل الظروف والمستجدات والاستحقاقات الدولية الراهنة والمستقبلية، وتعزيز جهود الدول العربية لمواجهة التحديات التي تمس بالأمن القومي والسيادة العربية.

كما تطرق الوزراء إلى أهمية مواصلة تعزيز العلاقات الاستراتيجية بغية تحقيق المنفعة المتبادلة والتنمية المشتركة، واهمية الحفاظ على علاقات دولية قائمة على الاحترام المتبادل والتعاون والمصالح المشتركة وبما يحقق الامن والاستقرار في الشرق الأوسط ويساهم في الحفاظ على وحدة وسيادة واستقرار الدول العربية، وعدم التدخل في شؤونها الداخلية.

حضر الاجتماع مندوب اليمن الدائم لدى جامعة الدول العربية السفير رياض العكبري.