تعيش جامعة صنعاء، أسوأ مراحلها، في ظل الفساد المستشري، الذي ترعاه وتنفذه مليشيا الحوثي المسيطرة على الجامعة والتي أرادتها لجمع "الأموال" على حساب آلاف الطلاب.   وفي الوقت الذي زادت فيه رسوم التعليم الموازي، لأكثر من الضعف، خصوصا في كليات الطب والهندسة والعلوم، إلا أن الجامعة لا تمتلك نظاماً محاسبياً، وأن ما يدفعه الطلاب، سواء الرسوم العادية، أو رسوم التعليم الموازي لا تذهب إلى صالح الجامعة، إنما إلى حسابات خاصة بمتنفذي ومشرفي مليشيا الحوثي.   ولم تكتف مليشيا الحوثي، برسوم الموازي، بل وصلت إلى عمليات السمسرة في التسجيل، في حين تقول المعلومات بأن رسوم كلية الطب، تخصص طب بشري، في "الموازي" وصلت إلى 6 آلاف دولار، بعد أن كانت بـ ألفي دولار.   بمقابل ذلك تواجه الجامعة تدهوراً كبيراً في إدارة العملية التعليمية، يتمثل بالعجز الحاصل في الكليات والتي لا تستطيع إقامة الاختبارات بالطريقة المعتادة.   كشف ذلك إلغاء المليشيا الحوثية، لامتحانات كلية الصيدلة في الجامعة للمرة الثانية نهاية هذا الأسبوع، وهو ما يظهر الفساد المالي والإداري المستفحل، بحسب موظف في رئاسة الجامعة، رفض ذكر اسمه لدواع أمنية.   وقال الموظف لـ "العاصمة أونلاين" إن المليشيا ألغت امتحانات كلية الصيدلة، بحجة عدم سيولة، لدفع مستحقات مراقبي اللجان الامتحانية ساخراً من الأمر، ومتهماً مشرفي الجامعة من الحوثيين، بأنهم جعلوا منها "بقرة حلوب" للأموال، في حين أنها تعجز عن تسديد الأشياء البسيطة المتعلقة بالطلاب.   وأفاد أن الامتحانات ألغيت ليومين، على التوالي في الكلية، لطلاب التعليم الموازي، وهم الطلاب، الذين يدفعون بمبالغ كبيرة، وتوزاي رسوم الطلاب في الجامعات الخاصة، وتزيد عن بعضها.   وهو ما يؤكد أن الرسوم المالية التي يقتطعها المواطن من قوته البسيط، والتي تذهب من أجل أولاده الدارسين في الجامعة، لا تذهب لصالح المنظومة التعليمية، إنما تذهب إلى جيوب وأرصدة المليشيا.   وتنفذ مليشيا الحوثي مخططاً طائفياً في الجامعة، يهدف إلى تغيير البرامج التعليمية، وإدخال أقسام جديدة تواكب خدمتها للأجندة الإيرانية، كما أنها تستهدف الكادر الأكاديمي بحزمة من التعسفات وصلت إلى فصل بعضهم، وطرد آخرين حتى من مساكنهم.