شهدت المحافظات المحررة خلال العامين الماضيين، حركة دؤوبة وعملًا مستمر ومتواصلًا من قبل الحكومة الشرعية في سبيل إصلاح ومعالجة حالة الدمار والخراب الذي لحق بمشاريع البنية التحتية جراء الحرب الغاشمة والآثمة التي شنتها المليشيا الانقلابية على عدد من المحافظات والمناطق اليمنية.

وقد كرست الحكومة اليمنية بقيادة دولة الدكتور أحمد عبيد بن دغر - رئيس مجلس الوزراء، كافة جهودها وامكاناتها في سبيل معالجة ما خلفتة الحرب خصوصا في المحافظات والمناطق المحررة، وفي مقدمتها المحافظات الجنوبية، والعمل على تثبيت دعائم الامن والاستقرار، وتوفير كافة الخدمات ذات الصلة بحياة الناس اليومية لتي تأتي في مقدمتها الكهرباء والمياة والطرقات.

أولويات..

أولت حكومة «بن دغر» مجال الكهرباء اهتماماً خاصاً سيما في المحافظات الجنوبية ذات المناخ الحار؛ حيث وضعت الحكومة عملية إصلاح وتشغيل المحطات الكهربائية في تلك المناطق في صدارة أولوياتها، فأنجزت، في وقت قياسي، العديد من المشاريع، ووفرت الكثير من المحطات البديلة والإضافة التي غطت من خلالها معظم العجز في الطاقة الكهربائية اللازمة لتلك المناطق.

تخطي الصعوبات

ورغم كثرة الصعوبات والعراقيل والتحديات الكثيرة التي واجهتها والتي يأتي تدهور الوضع الإقتصادي في مقدمتها إلى جانب التحديات الامنية - شقت حكومة الدكتور أحمد عبيد بن دغر، طريقها نحو اعادة بناء اليمن ارضا وإنساناً؛ حيث عملت جاهدة على توفير حاجاته الأساسية من الخدمات الضرورية والتي كما اسلفنا كانت الكهرباء في مقدمتها.

ويمكن إيجاز أبرز الإنجازات والمشاريع التي نفذتها الحكومة في مجال الطاقة الكهربائية بالمحافظات المحررة خلال العامين الماضيين، فيما يلي..

كهرباء عدن

يمكن القول أن العاصمة المؤقتة «عدن» أخذت نصيب الأسد من اهتمامات الحكومة، فشهدت المدينة نقلة نوعية في الخدمات العامة، وخصوصا قطاع الكهرباء؛ حيث عملت حكومة «بن دغر» على إنهاء معاناة المواطنيين الناجمة عن انقطاع التيار الكهربائي في المدينة، والتي ضاعفت الأزمة المعيشية للسكان خصوصاً في فصل الصيف.

وتمكنت حكومة بن دغر - خلال وقت وجيز - من إعادة إصلاح عدد من المحطات القديمة وتشغيلها، وتوفير محطات جديدة، لترفع بذلك القدرة الإنتاجية للطاقة الكهربائية إلى أعلى مستوى.

في هذا الصدد أكد مسؤول في وزارة الكهرباء لـ«لحكمة نت» أن عودة الكهرباء والتحسن الكبير الذي شهدته عدن خلال فترة ما قبل محاولة الانقلاب الفاشلة، على الحكومة الشرعية آواخر يناير المنصرم، كان له الأثر العظيم في تطبيع الاوضاع وانعاش الحياة العامة فيها.. مؤكدا ان ذلك لم يكن ليتحقق لولا الجهود الجبارة التي يبذلها دولة رئيس الوزراء الدكتور أحمد عبيد بن دغر، فأعادت الأمل في نفوس المواطنين الذين تجرعوا المراراة وعانوا كثيرا جراء انقطاع التيار الكهربائي، خصوصا في ظل الارتفاع الشديد في درجة الحرارة والرطوبة.

الوفاء بالوعد..

عند عودة دولة رئيس الوزراء الدكتور احمد عبيد بن دغر الى العاصمة المؤقتة عدن .. أطلق تعهدات بصيف بارد في عدن، وبالفعل لم تمض سوى فترة وجيزة حتى تم اعادة التيار الكهربائي للمدينة .. وتحسنت الخدمة مع مرور الأيام، لتتحقق بذلك وعود دولة رئيس الوزراء ويمر الصيف الماضي على سكان عدن باردا فعلا.. فعملت الحكومة على توفير 330 ميجاوات للعاصمة المؤقته عدن، وبعد افتتاح المحطة القطرية بقدرة 50 ميجاوات، في محطة الحسوة عملت الحكومة على تركيب مولدات المحطة الكهربائية في خور مسكر لإنتاج 40 ميجا وات كانت الحكومة قد تعاقدت على شرائها في وقت سابق واضافة 60 ميجاوات طاقة مشتراة في موقع محطة المنصورة.

محطات إضافية..

نتيجة العجز الذي ظهر في الطاقة الكهربائية اللازمة لمدينة عدن والذي عجزت المحطات السابقة عن تغطيته .. وجه رئيس الوزراء الدكتور أحمد عبيد بن دغر، بسرعة التفاوض مع شركة «موسترلا» لإضافة محطة توليد كهربائية جديدة بحي «المنصورة» بالعاصمة المؤقتة عدن بقدرة 60 ميجاوات، علاوة على أهمية إعداد وإنزال مناقصة مشروع محطة كهربائية أخرى بقدرة 160 ميجاوات.

كهرباء حضرموت..

وفي اطار اهتمام حكومة بن دغر بمختلف محافظات الوطن عملت طول الفترة الماضية على تحسين خدمات الكهرباء في بقية المناطق المحررة .. حيث وجه دولة رئيس الوزراء الدكتور احمد عبيد بن دغر، بصرف مبلغ 10 مليون دولار إلى حساب شركة النفط لشراء الوقود لمحطات توليد الكهرباء الرئيسية في محافظة حضرموت وهي الدفعة الثانية سبقها قيام الحكومة بدفع مبالغ الدفعة اﻷولى لمستحقات المحطة الغازية في وادي حضرموت بقدرة 50 ميجاوات بمبلغ وقدره 25مليون دولار.

كما وجه رئيس الوزراء بصرف خمسة ملايين دولار أمريكي لصالح عمرو توفيق وإخوانه تليها خمسة ملايين دولار بعد شهرين وتم تشغيل المحطة الغازية في حضرموت .

وسلمت الحكومة في الأول من شهر يونيو، شركة الجزيرة المالكة للمحطة الغازية بوادي حضرموت، خمسة ملايين دولار أمريكي من وزارة المالية لإعادة تشغيل المحطة.

كهرباء مأرب

وفي مأرب تم توقيع اتفاقية استكمال مشروع محطات التحويل وخط النقل صافر مأرب بكلفة 2 مليون و318 ألف دولار لربط المحافظة بالكهرباء الغازية بقوة 50 ميجا وات كمرحلة إسعافية أولى .. وبتنفيذ ذلك المشروع ضمنت محافظة مأرب استمرار التيار الكهربائي، الأمر الذي مكنها من الاستغناء عن الطاقة المشتراة ووفر ملايين الدوﻻرات إلى جانب مليارات الريالات التي يتم إنفاقها في وقود الديزل لمولدات الطاقة المشتراة.

كما وجه الدكتور احمد بن دغر بإنشاء محطة كهربائية إضافية بقدرة 400 ميجاوات، بالإضافة الى 400 ميجاوات القدرة الإنتاجية للمحطة الغازية في مأرب الحالية، لتغطية عموم محافظات الجمهورية.

كهرباء المخاء..

وفي السادس من أغسطس الماضي، أثناء زيارته التاريخية لمدينة المخا عقب تحريرها من مليشيا الانقلاب، وجه دولة الدكتور أحمد عبيد بن دغر رئيس الوزراء حكومته بسرعة اعادة وصيانة محطة كهرباء المخاء وصرف مرتبات الموظفيين بالمدينة وإعادة تاهيل ميناء المخاء الاستراتيجي.

كهرباء المهرة.

وفي محافظة المهرة والتي وجّه رئيس الوزراء أحمد عبيد بن دغر، باعتماد مبلغ 250 مليون ريال شهرياً لشراء الوقود لمحطات توليد الكهرباء بالمحافظة، وامداد المحافظة بالسيولة النقدية الكافية .. مؤكدا في الوقت ذاته على ضرورة الإرتقاء بمستوى الخدمات إلى الأفضل وتخفيف معاناة المواطنين في جميع المحافظات المحررة.

كهرباء سقطرى..

وفي اطار سعي الحكومة للاهتمام بكل المحافظات المحررة والتي من بينها محافظة ارخبيل سقطرى - وجه رئيس الوزراء بعمل شبكة كهرباء جديدة لأرخبيل سقطرى بمبلغ قدره 348 مليون ريال يمني، واعتماد (٣٨٠) ألف لتر من الديزل شهريا، لتشغيل أربعة ميجا من الكهرباء لعشرين ساعة يوميا.

توفير الخدمات الضروربة..

من جانبه أكد حسين منصور أمين عام مجلس الوزراء في تصريحات صحفية ، أن أولويات الحكومة في الوقت الحالي تركزت على توفير الخدمات الضرورية للمواطنين المتمثلة في الصحة والتعليم والطرقات والكهرباء والمياه.
وقال إن مشاريع الكهرباء شهدت تحسناً ملحوظاً في جميع المحافظات المحررة ، مضيفا ان الحكومة سخرت جهدها للتخفيف من معاناة المواطنين وخصوصاً الكهرباء مشيرا إلى ان مشاريع أخرى انجزتها الحكومة في مجال الكهرباء بحضوموت، و تعز و مأرب ولحج وأبين وغيرها من المحافظات المحررة .

وأكد أن الحكومة اعتمدت ضمن هذا البرنامج عشرة ملايين دولار لصيانة محطات التوليد المتهالكة ولرفع قدرتها الإنتاجية من الطاقة .. كما بذلت حكومة الدكتور بن دغر جهودا مضاعفة، خلال الفترة الماضية، من أجل رفد شبكة الكهرباء في جميع المحافظات المحررة، وإدخال محطات جديدة وصيانة المولدات التي تعرضت لأضرار خلال فترة التوقف بسبب الحرب.

المحافظات الأخرى..

ومثلما حظيت المحافظات سالفة الذكر بإهتمام ومتالعة خاصة من قبل رئيس الحكومة واعصائة كذلك الحال ايضا حضيت به بفية المحافظات المحررة والتي من اهمها محافظتي ابين ولحج وغيرها .. والتي حرص رئيس الوزراء على القيام بزيارات ميدانبة لهذه المحافظات خيث كانت مشاريع الكهرباء في مقدمة الانجازات التي ركز عليها خلال زيارته تلك.

مشاريع قيد الانشاء..

هناك جملة من المشاريع ذات الصلة بقطاع الكهرباء لا تزال قيد الانشاء والتنفيذ وسيتم تدشينها تباعاً .. ولا تزال لدى الحكومة الكثير من الخطط والمشاريع الاستراتيجية المتعلقة بهذا المجال والتي تضع للدراسة في الوقت الحالي وسيتم تنفيذها خلال الفترات القادمة.

جوانب فنية..

تشهد مؤسسة الكهرباء هذه الإيام متابعة واشراف مستمر من قبل رئيس الوزراء، حيث قدمت المؤسسة ودراسة خطة فنيه لرئيس الحكومة تمثلت في إصلاح خطوط النقل وشبكة التوزيع التي طالها الخراب والإهلاك والتقادم, فضلاً عن المتابعة لمعالجة الفاقد والربط المخالف والعشوائي .. ويواصل الرجل جهوده بإلاطلاع على احتياجات المؤسسة في قطاع الشبكة والتوزيع وهذا الجانب حُرم طويلاً من عملية الإصلاح والإحلال والتجديد حتى تعرض للانهيار.

بعد هذا العرض يمكن القول أنه ورغم الصعوبات والعراقيل التي واجهت الحكومة في إصلاح منظومة الكهرباء التي تعرضت للتدمير شبه الكامل جراء قصف مليشيا الانقلاب للمولدات أكثر من مرة ، الا أنها تمكنت من انجاز شوط كبير في مجال إصلاح ومعالجة ما عجزت عنه الحكومة السابقة وهو الامر الذي يعد انجازا تاريخيا عظيما .. سيما في ظل هذه المرحلة الحرجة والصعبة التي تمر بها البلاد.